عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٢٧
مطابقته للترجمة ظاهرة. وإسحاق بن نصر هو إسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي البخاري، والبخاري يروي عنه، فتارة ينسبه إلى أبيه، وتارة إلى جده، وعبد الرزاق بن همام اليماني، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، و موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي المدني.
قوله: (حاربت النضير) فعل وفاعل. قوله: (وقريظة) بالرفع عطف على: النضير، وهو مصغر: القرظ، بالقاف والراء والظاء، وهم أيضا قبيلة من يهود المدينة، والمفعول محذوف تقديره: حاربت هاتان القبيلتان رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قوله: (فأجلى)، أي: النبي صلى الله عليه وسلم، والضمير الذي فيه هو الفاعل. قوله: (وبني النضير)، بالنصب مفعوله، يقال: جلا من الوطن يجلو جلاء، وأجلى يجلي إجلاء: إذا خرج مفارقا، وجلوته أنا وأجليته، وكلاهما لازم ومتعد. قوله: (وأقر قريظة)، أي: في منازلهم (ومن عليهم) ولم يأخذ منهم شيئا. قوله: (حتى حاربت قريظة)، يعني: إقراره، صلى الله عليه وسلم، ومنه عليهم إلى أن حاربوا. قوله: (فقتل رجالهم)، يعني: لما حاربوا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حاصرهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خمسة وعشرين يوما حتى جهدهم الحصار، وقذف الله في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم رسول الله، صلى الله عليه وسلم (فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين) بعدما أخرج الخمس، فأعطى للفارس ثلاثة أسهم: سهمين للفرس، وسهما لفارسه، وسهما للراجل، وكانت الخيل: ستة وثلاثين. قوله: (إلا بعضهم) أي: إلا بعض قريظة. قوله: (فأمنهم) أي: جعلهم أمنين. قوله: (بني قينقاع) بالنصب على أنه بدل من قوله: يهود بالمدينة، ونون قينقاع مثلثة. قوله: (وكل يهود) أي: وأجلى كل يهود بالمدينة، ويروى: كل يهود المدينة.
4029 حدثني الحسن بن مدرك حدثنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة الحشر قال قل سورة النضير..
الحسن بن مدرك، على لفظ اسم الفاعل من الإدراك، أبو علي الطحان، وهو من أفراده، ويحيى بن حماد الشيباني البصري، مات سنة خمس عشرة ومائتين، وأبو عوانة، بفتح العين المهملة: الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، وأبو بشر، بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة: جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري الواسطي. قوله: (قل سورة النضير) لأنها نزلت فيهم، وقال الداودي: كأن ابن عساكر كره تسميتها سورة الحشر لئلا يظن أن المراد بالحشر يوم القيامة.
تابعه هشيم عن أبي بشر أي: تابع أبا عوانة هشيم بن بشير الواسطي في روايته عن أبي بشر، ووصل البخاري هذه المتابعة في التفسير كما سيأتي، إن شاء الله تعالى.
4030 حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معتمر عن أبيه سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات حتى افتتح قريظة والنضير فكان بعد ذالك يرد عليهم. مطابقته للترجمة ظاهرة، وعبد الله بن أبي الأسود، واسمه: حميد بن الأسود أبو بكر البصري الحافظ، وهو من أفراده، ومعتمر بن سليمان يروي عن أبيه سليمان بن طرخان البصري، والحديث بعينه سندا ومتنا مضى في الخمس في: باب كيف قسم النبي صلى الله عليه وسلم، قريظة والنضير، ومضى الكلام فيه هناك.
76 - (حدثنا آدم حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال حرق رسول الله نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فنزلت * (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله) *)
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»