عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٢١
ذكر هذا هنا لبيان ما حمله موسى بن عقبة عن ابن شهاب من أمور غزوة بدر. قوله: (هذه مغازي) أي: قال ابن شهاب بعد أن ذكر غزوات رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هذه المذكورات في مغازي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قوله: (فذكر الحديث)، أي: حديث بدر. قوله: (وهو يلقيهم)، بتشديد القاف المكسورة وسكون الياء آخر الحروف، وفي رواية المستملي: بسكون اللام وتخفيف القاف من الإلقاء، وفي رواية الكشميهني: وهو يلعنهم من اللعن، وكذا هو في (مغازي موسى بن عقبة). قوله: (قال موسى)، هو ابن عقبة المذكور، وقال نافع مولى ابن عمر: قال عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما. قوله: (قال ناس من أصحابه)، قد مضى منهم هؤلاء، ومنهم: عمر بن الخطاب. قوله: (ما أنتم بأسمع لما قلت منهم) فيه: دليل على جواز الفصل بين أفعل التفضيل وكلمة: من، فافهم.
قال أبو عبد الله فجميع من شهد بدرا من قريش ممن ضرب له بسهمه أحد وثمانون رجلا وكان عروة بن الزبير يقول قال الزبير قسمت سهمانهم فكانوا مائة والله أعلم أبو عبد الله هو البخاري نفسه، فعلى هذا يكون قوله: (فجميع من شهد بدرا) من مقولة وليس في كثير من النسخ ذلك، فعلى هذا قوله: (فجميع من شهد بدرا) من مقول موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وبه قال الكرماني. قوله: (ممن ضرب له بسهمه)، أي: أعطاه نصيبا من الغنيمة وإن لم يشهدها لعذر له، فصيره كمن شهدها . قوله: (وكان عروة بن الزبير...) إلى آخره، إما من بقية كلام البخاري، وإما من بقية كلام موسى بن عقبة، على ما ذكر من النسختين. قوله: (فكانوا مائة) أي: من شهد بدرا من قريش مائة رجل.
4027 حدثني إبراهيم بن موساى أخبرنا هشام عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير قال ضربت يوم بدر للمهاجرين بمائة سهم.
هشام الذي يروي عن معمر هو هشام بن يوسف أبو عبد الرحمن الصنعاني اليماني، وهو من أفراد البخاري، فإن قلت: يعارض هذا حديث البراء الذي مضى في أوائل هذه القصة، وهي قوله: إن المهاجرين كانوا زيادة على ستين. قلت: يجمع بينهما بأن حديث البراء ورد فيمن شهدها حسا، وهذا الحديث فيمن شهدها حسا وحكما، ويكون المراد بالمائة في قول الزبير الأحرار ومن انضم إليهم من مواليهم وأتباعهم.
13 ((باب تسمية من سمي من أهل بدر في الجامع الذي وضعه أبو عبد الله على حروف المعجم)) أي: هذا باب في بيان تسمية من سمي: أي من جاء ذكره من أهل بدر في (الجامع) أي: في هذا الصحيح الذي هو جامع لأقوال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأفعاله وأحواله وأيامه، والمقصود منه تسمية من علم في هذا الكتاب أنه من أهل بدر على الخصوص لا تسمية المذكورين منهم فيه إطلاقا، إذ كثير منهم ممن لم يختلف في شهوده بدرا: كأبي عبيدة بن الجراح، لم يذكره ههنا، ولا تسمية من روى حديثا، فإن كثيرا من المذكورين ههنا لم يرووا حديثا فيه نحو حارثة وغيره.
النبي محمد بن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم أي: أحد من سمي منهم النبي صلى الله عليه وسلم وإنما، بدأ به تيمنا وتبركا به، وإلا فكونه من أهل بدر مقطوع به.
أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان القرشي. ثم عمر بن الخطاب العدوي ثم عثمان بن عفان خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته فضرب له بسهمه. ثم علي بن أبي طالب الهاشمي رضي الله تعالى عنهم أي: منهم أبو بكر الصديق، واسمه: عبد الله، واسم أبيه: عثمان وهو المكنى بأبي قحافة، ثم عمر وعلي، لا خلاف في شهودهما بدرا وأما عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو ليلى الأموي، فإنه لم يشهد بدرا لتخلفه على
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»