عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ٢٦٧
1083 حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنصار كرشي وعيبتي والناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. (انظر الحديث 9973).
هؤلاء الرجال قد ذكروا غير مرة. والحديث أخرجه مسلم في الفضائل عن أبي موسى وبندار والترمذي أيضا عن بندار في المناقب والنسائي عن حرمي بن عمارة عن شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير. قوله: (ويقلون) أي: الأنصار.
21 ((باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه)) أي: هذا باب في بيان مناقب سعد بن معاذ، بضم الميم وإعجام الذال: ابن النعمان بن امرئ القيس ابن عبد الأشهل بن جشم بن الحرث بن الخزرج بن النبيت، واسمه: عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي، وهو كبير الأوس، كما أن سعد بن عبادة كبير الخزرج، أسلم على يد مصعب بن عمير، لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يعلم المسلمين، فلما أسلم قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام، وشهد بدرا بلا خلاف فيه، وشهد أحدا والخندق ورماه يومئذ حبان بن العراقة في أكحله، فعاش شهرا ثم انتفض جرحه فمات منه، وكان موته بعد الخندق بشهر، وبعد قريظة بليال، وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة.
2083 حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله تعالى عنه يقول أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها فقال أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين: رواه قتادة والزهري سمعا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
مطابقته للترجمة في قوله: (لمناديل سعد بن معاذ خير منها) وجاء فيه: (إن لمناديل سعد في الجنة أحسن ما ترون) وفيه منقبة عظيمة له. وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، والحديث أخرجه مسلم في الفضائل عن أبي موسى وبندار عن محمد بن عمرو.
قوله: (أهديت) كان الذي أهدها أكيدر دومة، كما بينه في حديث أنس في كتاب الهداية في باب قبول الهدية من المشركين وفيه لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا وتخصيص سعد به، قيل: لأنه كان يعجبه ذلك الجنس من الثوب، أو لأجل كون اللامسين المتعجبين من الأنصار، فقال: مناديل سيدكم خير منها، قال الطيبي: مناديل جمع منديل وهو الذي يحمل في اليد، وقال ابن الأعرابي وغيره: هو مشتق من الندل، وهو النقل لأنه ينقل من واحد، وقيل: من الندل وهو الوسخ، لأنه يندل به، إنما ضرب المثل بالمناديل لأنها ليست من علية الثياب بل هي تتبدل في أنواع من المرافق يتمسح بها الأيدي وينفض بها الغبار عن البدن ويعطى بها ما يهدى وتتخذ لفائف للثياب، فصار سبيلها سبيل الخادم وسبيل سائر الثياب سبيل المخدوم، فإذا كان أدناها هكذا، فما ظنك بعليتها؟ قوله: (رواه قتادة) روايته وصلها البخاري في الهبة، والزهري أي: ورواه الزهري أيضا، ووصل البخاري روايته في اللباس، على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.
3083 حدثني محمد بن المثنى حدثنا فضل بن مساور ختن أبي عوانة حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله تعالى عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اهتز العرش لموت سعد بن معاذ.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»