عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ٢٦٠
ابن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن وهو جماع غسان بن الأزد بن الغوث بن يشجب ابن ملكان بن زيد بن كهلان ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن إرفخشذ بن سام بن نوح، عليه الصلاة والسلام. والأزد، يقال له: الأسد أيضا بالسين، وقحطان: فعلان من القحط وهو الشدة، ويقال: شيء قحيط أي: شديد، وسمي: تيم الله بالنجار، لأنه اختتن بقدوم، وقيل: جرحه رجل بالقدوم فسمي النجار، وبنو النجار هم رهط سعد بن معاذ وأبي أيوب. ومنهم: أبو قيس صرمة بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار النجاري، ترهب في الجاهلية ولبس المسوح وفارق الأوثان واغتسل من الجنابة وهم بالنصرانية، ثم أمسك عنها، وقال: أعبد رب إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم فحسن إسلامه. وأما الطائفة النجارية فتنسب إلى حسين النجار، أخذ عن بشر بن غياث المريسي القائل بخلق القرآن. قوله: (ثم بنو عبد الأشهل)، هم من الأوس، وعبد الأشهل بن جشم بن الحرث بن الخزرج الأصغر بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن أوس بن حارثة، وبقية النسب قد مرت الآن. وقال ابن دريد: زعموا أن الأشهل صنم والنسبة إليه أشهلي، منهم: أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. قوله: (ثم بنو الحارث بن خزرج) والخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس المذكور. منهم: رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن الحارث بن الخزرج المذكور. قوله: (ثم بنو ساعدة)، هم من الخزرج المذكور أيضا، وساعدة بن كعب بن الخزرج، قال ابن دريد: ساعدة اسم من أسماء الأسد. منهم: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج ابن ساعدة الأنصاري الخزرجي الشاعر. قلت: أبو حزيمة، بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي، كذا قاله الدارقني، وقال أبو عمر: حليمة باللام موضع الزاي، وقال الخطيب: خزيمة، بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي، ويقال: خزيمة، بكسر الزاي، قوله: (وفي كل دور الأنصار خير)، المذكور هنا لفظ: خير، في الموضعين. الأول: قوله: (خير دور الأنصار) ولفظ: خير فيه، بمعنى أفعل التفضيل أي: أفضل دور الأنصار، أي: قبائلهم كما ذكرنا. والثاني: قوله: (وفي كل دور الأنصار خير)، ولفظ: خير، فيه على أصله، أي: في كل دور الأنصار أي: في قبائلهم خير، وإن تفاوتت مراتبهم.
فقال سعد ما أري النبي صلى الله عليه وسلم إلا قد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثير أي: قال سعد بن عبادة، بضم العين المهملة وتخفيف الباء الموحدة، وهو من بني ساعدة. قوله: (ما أرى)، يجوز بفتح الهمزة من الرؤية، وبضمها بمعنى الظن. قوله: (قد فضل علينا) أي: قد فضل النبي صلى الله عليه وسلم، علينا بعض القبائل وإنما كان ذلك لأنه من بني ساعدة ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، بني ساعدة إلا بكلمة، ثم، بعد ذكره القبائل الثلاثة. قوله: (فقيل: قد فضلكم على كثير) أي: على كثير من القبائل الغير المذكورين من الأنصار.
وقال عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا قتادة سمعت أنسا قال أبو أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال سعد بن عبادة عبد الصمد هو ابن عبد الوارث بن سعيد التنوري البصري، وهذا التعليق ذكره موصولا في مناقب سعد بن عبادة عن إسحاق عن عبد الصمد عن شعبة عن قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك، قال أبو أسيد: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (خير دور الأنصار بنو النجار...) الحديث، ويأتي عن قريب إن شاء الله تعالى. قوله: (وقال سعد بن عبادة) أي: صرح بأن سعدا في قوله: قال سعد: ما أرى النبي صلى الله عليه وسلم، هو سعد بن عبادة.
0973 حدثنا سعد بن حفص الطلحي حدثنا شيبان عن يحيى قال أبو سلمة أخبرني أبو أسيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير الأنصار أو قال خير دور الأنصار بنو النجار وبنو عبد الأشهل وبنو الحارث وبنو ساعدة.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»