بضم الميم والواو، وإنما ذاك اسم الأرض التي لم تحز بالزرع والإصلاح، ووقع في رواية ابن السكن: ثم موتتان، بلفظ التثنية ولا وجه له هنا. قوله: (كقعاص الغنم)، بضم القاف وتخفيف العين المهملة وبعد الألف صاد مهملة، وهو داء يأخذ الغنم فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجاءة، وكذلك غيرها من الدواب. وقال ابن فارس: القعاص داء يأخذ في الصدر كأنه يكسر العنق، وقيل: هو الهلاك المعجل، وبعضهم ضبطه بتقديم العين على القاف، ولم أر ذلك في شرح من شروح البخاري، وما ذكره ابن الأثير وابن قرقول وغيرهما إلا بتقديم القاف على العين. قوله: (ثم استفاضة المال)، والاستفاضة من: فاض الماء والدمع وغيرهما: إذا كثر. قوله: (فيظل ساخطا) أي: يبقى ساخطا استقلالا للمبلغ وتحقيرا له. قوله: (ثم هدنة)، الهدنة بضم الهاء: الصلح، وأصل الهدنة السكون، يقال: هدن يهدن فسمي الصلح على ترك القتال هدنة ومهادنة، لأنه سكون عن القتال بعد التحرك فيه. قوله: (بني الأصفر) هم الروم. قوله: (غاية)، بالغين المعجمة وبالياء آخر الحروف: الراية، وقال ابن الجوزي: رواه بعضهم بالباء الموحدة وهي الأجمة، وشبه كثرة الرماح للعسكر بها، فاستعيرت له، يعني: يأتون قريبا من ألف ألف رجل، قاله الكرماني، وقال غيره: الجملة في الحساب تسعمائة ألف وستون ألفا، وقال الخطابي: الغاية الغيضة، فاستعيرت للرايات ترفع لرؤساء الجيش. وقال الجواليقي: غاية وراية واحد لأنها غاية المتبع، إذا وقفت وقف وإذا مشت تبعها، وهذه الست المذكورة ظهرت منها الخمس: موت النبي صلى الله عليه وسلم، وفتح بيت المقدس، والموتان كان في طاعون عمواس زمن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه مات فيه سبعون ألفا في ثلاثة أيام، واستفاضة المال كانت في خلافة عثمان، رضي الله تعالى عنه، عند تلك الفتوح العظيمة والفتنة استمرت بعده، والسادسة لم تجيء بعد، وروى ابن دحية من حديث حذيفة مرفوعا: أن الله تعالى يرسل ملك الروم، وهو الخامس من أولاد هرقل، يقال له: صمارة، فيرغب إلى المهدي في الصلح، وذلك لظهور المسلمين على المشركين، فيصالحه إلى سبعة أعوام، فيضع * (عليهم الجزية عن يد وهم صاغرون) * (التوبة: 92). ولا يبقى لرومي حرمة، ويكسر لهم الصليب، ثم يرجع المسلمون إلى دمشق فإذا هم كذلك إذا رجل من الروم قد التفت فرأى أبناء الروم وبناتهم في القيود، فرفع الصليب ورفع صوته، وقال: ألا من كان يعبد الصليب فلينصره، فيقوم إليه رجل من المسلمين فيكسر الصليب، ويقول: الله أغلب وأعز، فحينئذ يغدرون وهم أولى بالغدر، فيجتمع عند ذلك ملوك الروم خفية فيأتون إلى بلاد المسلمين، وهم على غفلة مقيمين على الصلح، فيأتون إلى أنطاكية في اثني عشر ألف راية، تحت كل راية اثني عشر ألفا، فعند ذلك يبعث المهدي إلى أهل الشام والحجاز والكوفة والبصرة والعراق يستنصر بهم، فيبعث إليه أهل الشرق: أنه قد جاءنا عدو من أهل خراسان شغلنا عنك، فيأتي إليه بعض أهل الكوفة والبصرة، فيخرج بهم إلى دمشق وقد مكث الروم فيها أربعين يوما يفسدون ويقتلون، فينزل الله صبره على المسلمين، فيخرجون إليهم فيشتد الحرب بينهم ويستشهد من المسلمين خلق كثير، فيا لها من وقعة ومقتلة ما أعظمها وأعظم هولها، ويرتد من العرب يومئذ أربع قبائل: سليم وفهد وغسان وطي، فيلحقون بالروم، ثم إن الله ينزل الصبر والنصر والظفر على المؤمنين، ويغضب على الكافرين، فعصابة المسلمين يومئذ خير خلق الله تعالى والمخلصين من عباده، وليس فيهم مارد ولا مارق ولا شارد ولا مرتاب ولا منافق، ثم إن المسلمين يدخلون إلى بلاد الروم ويكبرون على المدائن والحصون،. فتقع أسوارها بقدرة الله تعالى، فيدخلون المدائن والحصون ويغنمون الأموال ويسبون النساء والأطفال، وتكون أيام المهدي أربعين سنة: عشر منها بالمغرب، واثني عشر سنة بالمدينة، واثني عشر سنة بالكوفة، وستة بمكة، وتكون منيته فجاءة.
61 ((باب كيف ينبذ إلى أهل العهد)) أي: هذا باب يبين فيه كيف ينبذ، وهو على صيغة المجهول من النبد بالنون والباء الموحدة والذال المعجمة، وهو: الطرح، والمراد هنا نقض العهد.
وقوله تعالى * (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء) * (الأنفال: 85). الآية وقوله، بالرفع على الابتداء وخبره محذوف تقديره: وقوله تعالى هو: * (وأما تخافن) * (الأنفال: 85). الآية، والجملة معطوفة على الجملة التي