في كتاب العلم في: باب ما يستحب للعالم إذا سئل... إلى آخره، وأخرجه عن عبد الله بن محمد المسندي عن سفيان بن عيينة عن عمرو... إلى آخره، ومر الكلام فيه هناك، ونوف بفتح النون منصرف وغير منصرف البكالي، بكسر الباء الموحدة وتخفيف الكاف وباللام وهو المشهور، وقد يقال بفتح الباء وتشديد الكاف نسبة إلى: بكال بن دعمي بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ.
قوله: (كذب عدو الله)، إنما قال ذلك على سبيل التغليظ لا على قصد إرادة الحقيقة. قوله: (ومن لي به)، أي: ومن يتكفل لي برؤيته. قوله: (في مكتل)، بكسر الميم وهو الزنبيل. قوله: (فهو ثم)، بفتح الثاء المثلثة، اسم يشار به إلى المكان البعيد، وهو ظرف لا يتصرف. قوله: (ثمة) أي: بالتاء المثناة من فوق كما يقال: رب وربة. قوله: (مسجى) أي: مغطى. قوله: (وأنى) هو للاستفهام، أي: من أين سلام في هذه الأرض التي أنت فيها إذ أهلها لا يعرفون السلام؟ قوله: (بغير نول) أي: بغير أجرة. قوله: (إلا مثل ما نقص) تشبيه في الحقارة والقلة لا المماثلة من كل الوجوه، وقيل: هذا تشبيه على التقريب إلى الإفهام لا على التحقيق قوله: (فلم يفجأ) بالجيم. قوله: (بغلام)، اسمه جيسون، بفتح الجيم وسكون الياء آخر الحروف وضم السين المهملة وبالنون، وقال الدارقطني بالراء بدل النون. قوله: (ملك)، اسمه: هدد، بفتح الهاء المهملة: ابن بدد، بفتح الباء الموحدة وبفتح الدالين المهملتين، وقيل بضم الهاء وضم الباء. قوله: (أمامهم)، أي: وراءهم قوله: (أو تحفظته؟) شك من علي بن عبد الله، يعني: قيل لسفيان: حفظته أو تحفظته من إنسان قبل أن تسمعه من عمرو؟ وقوله: (ورواه) أي: أرواه؟ همزة الاستفهام فيه محذوفة.
2043 حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما سمي الخضر أنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء.
[/ نه مطابقته للترجمة من حيث إن الخضر مذكور فيه، ومحمد بن سعيد أبو جعفر يقال له حمدان الإصبهاني، بكسر الهمزة وفتحها وبالباء الموحدة، وفي بعض النسخ بالفاء، مات سنة عشرين ومائتين وهو من أفراده، وابن المبارك هو عبد الله.
قوله: (أنه) أي: أن خضرا ويروى: لأنه. قوله: (على فروة)، بفتح الفاء قيل: هي جلدة وجه الأرض جلس عليها الخضر فأنبتت وصارت خضراء بعد أن كانت جرداء، وقيل: أراد به الهشيم من نبات الأرض أخضر بعد يبسه وبياضه، ولما أخرج عبد الرزاق هذا الحديث في (مصنفه) بهذا الإسناد، زاد: الفروة الحشيش الأبيض وما أشبهه، وقال عبد الله بن أحمد، بعد أن رواه عن أبيه عن عبد الرزاق: أظن أن هذا تفسير من عبد الرزاق، وجزم بذلك عياض، وعن مجاهد: أنه قيل له: الخضر، لأنه إذا كان صلى اخضر ما حوله.
والكلام فيه على أنواع. الأول في اسمه، فقال مجاهد: اسمه أليسع بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن إرفخشذ بن سام بن نوح، عليه الصلاة والسلام، وقال مقاتل: بليا، بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وبالياء آخر الحروف: ابن ملكان بن يقطن بن فالغ... إلى آخره وقيل: إيليا بن ملكان... إلى آخره، وقيل: خضرون بن عماييل بن ليفر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام، قاله كعب، وقال ابن إسحاق: إرميا بن حلقيا من سبط هارون بن عمران، وأنكره الطبري: وقال: إرميا كان في زمن بخت نصر، وبين بخت نصر وموسى زمان طويل، وقيل: خضرون بن قابيل بن آدم ذكره أبو حاتم السجستاني، وقال إسماعيل بن أبي أويس: معمر بن عبد الله ابن نصر بن الأزد. النوع الثاني في نسبه: فقال الطبري: الخضر هو الرابع من ولد إبراهيم لصلبه، وقال مجاهد: هو من ولد يافث وكان وزير ذي القرنين، وقيل: هو من ولد رجل من أهل بابل ممن آمن بالخليل وهاجر معه، وقيل: إنه كان ابن فرعون صاحب موسى ملك مصر، وهذا غريب جدا، وقيل: هو أخو إلياس، عليهما الصلاة والسلام، وروى الحافظ ابن عساكر بإسناده إلى السدي: أن الخضر وإلياس كانا أخوين وكان أبوهما ملكا، وقال أيضا: يقال: إنه الخضر بن آدم لصلبه، وروى الدارقطني من حديث ابن عباس، قال: الخضر ابن آدم لصلبه ونسىء له في أجله حتى يكذب الدجال، وهو منقطع غريب، وروى الحافظ ابن عساكر أيضا عن سعيد بن المسيب: أن أم الخضر رومية وأباه فارسي، وقيل: كنيته أبو العباس. النوع الثالث في نبوته، فالجمهور على أنه نبي، وهو الصحيح، لأن أشياء في قصته تدل على نبوته، وروى مجاهد عن ابن عباس أنه كان نبيا، وقيل: كان وليا، وعن علي، رضي الله تعالى