الحديث لا يستلزم أن يكون محمد هنا البخاري، وهذا ظاهر لا يخفى على أحد ولم يجر للبخاري العادة بأن يذكر اسمه قبل ذكر شيخه بقوله: حدثنا محمد، وذكر في (رجال الصحيحين): محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب أبو عبد الله الذهلي النيسابوري في فصل: أفراد البخاري، فيمن اسمه محمد، وقال: روى عنه البخاري في قريب من ثلاثين موضعا ولم يقل: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي مصرحا، ويقول: حدثنا محمد ولا يزيد عليه، ويقول: محمد بن عبد الله، ينسبه إلى جده، ويقول: حدثنا محمد بن خالد، ينسبه إلى جد أبيه، والسبب في ذلك أن البخاري لما دخل نيسابور شغب عليه محمد بن يحيى الذهلي في مسألة خلق اللفظ، وكان قد سمع منه فلم يترك الرواية عنه ولم يصرح باسمه. وابن أبي مريم هو سعيد بن محمد بن الحكم، وابن أبي مريم بن أبي جعفر هو عبيد الله بن أبي جعفر، واسمه يسار القرشي، و محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود.
والنصف الأول من هذا الإسناد بصريون، والنصف الثاني مدنيون، وأوله هو محمد بن عبد الرحمن.
قوله: (العنان)، بفتح العين المهملة وتخفيف النون الأولى: السحاب. قوله: (فتذكر) أي: الملائكة الأمر الذي قضي في السماء وجوده وعدمه. قوله: (فتسترق)، تفتعل من السرقة، أي: تستمع سرقة، يقال: استرق السمع أي: استرق مستخفيا. قوله: (إلى الكهان)، بضم الكاف وتشديد الهاء، جمع: كاهن وهو الذي يتعاطى الإخبار عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعى معرفة الأسرار، وفي (المغرب): لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وحرست السماء بطلت الكهانة.
1123 حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن أبي سلمة والأغر عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤا يستمعون الذكر. (انظر الحديث 929).
مطابقته للترجمة في قوله: (ملائكة). وأحمد بن يونس هو ابن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي، وإبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي المديني، وابن شهاب محمد بن مسلم الزهري، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف، والأغر، بفتح الهمزة والغين المعجمة وتشديد الراء: اسمه سلمان أبو عبد الله الجهني مولاهم المدني، كذا وقع في رواية الأكثرين: الأغر، ووقع في رواية الكشميهني: الأعرج، بالعين المهملة وبالجيم في آخره، والأول أشهر. وأخرج النسائي من وجه آخر عن الزهري عن الأعرج وحده.
والحديث مر في كتاب الجمعة في: باب الاستماع إلى الخطبة بأتم منه فإنه أخرجه هناك: عن آدم عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة، الحديث، ومضى الكلام فيه هناك.
2123 حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب قال مر عمر في المسجد وحسان ينشد فقال كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني أللهم أيده بروح القدس قال نعم..
مطابقته للترجمة في قوله: (بروح القدس) فإنه جبريل، عليه الصلاة والسلام، وسفيان هو ابن عيينة.
قوله: (في المسجد) أي: النبوي: والواو في (وحسان)، للحال، وكذا الواو في: (وفيه من هو خير منك). وقد مضى في: باب الشعر في المسجد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أنه سمع حسان بن ثابت يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله! هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا حسان أجب عن رسول الله! اللهم أيده بروح القدس؟ قال أبو هريرة: نعم. قوله: (أسمعت؟) الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار. قوله: (أجب عني)، أي: قل جواب هجو الكفار عن جهتي.
3123 حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء