عمدة القاري - العيني - ج ١٤ - الصفحة ٢٩٣
الجيم وكسر اللام: من الإجلاس، والواو وفي: (الموسى بيده) للحال. قوله: (ففزعت فزعة) أي: خفت خوفا. قوله: (من قطف عنب)، بكسر القاف وهو العنقود. قوله: (وإنه لموثق) أي: المربوط في الحديد، والواو فيه للحال، وكذا الواو في: قوله: (وما بمكة من ثمر) بالثاء المثلثة وفتح الميم. قوله: (ذروني)، أي: اتركوني. قوله: (فركع ركعتين) أي: صلى ركعتين، وهو أول من صلى ركعتين عند القتل. قوله: (جزع)، بفتح الجيم والزاي، وهو نقيض الصبر. قوله: (اللهم إحصهم عددا) دعاء عليهم بالهلاك استئصالا أي: لا تبق منهم أحدا، ويروى بعده: واقتلهم بددا، بفتح الباء الموحدة، والبدد: التفرق. قال السهيلي: ومن رواه بكسر الباء فهو جمع بدة، وهي: الفرقة والقطعة من الشيء المتبدد، ونصبه على الحال من المدعو، وبالفتح مصدر. قوله: (ما أبالي) إلى آخره. بيتان أنشدهما بعد الفراغ من دعائه عليهم، وهما من بحر الطويل، والصحيح: ولست أبالي، وعلى الرواية الأولى فيه: وهما من قصيدة أولها هو قوله:
* لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا * قبائلهم واستجمعوا كل مجمع * * وقد قربوا أبناءهم ونساءهم * وقربت من جزع طويل ممنع * * وكلهم يبدي العداوة جاهدا * علي لأني في وثاق بمضيع * * إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي * وما جمع الأحزاب لي عند مصرع * * يذا العرش صبرني على ما أصابني * وقد بضعوا لحمي وقد قل مطمع * * وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع * * وقد عرضوا بالكفر والموت دونه * وقد ذرفت عيناي من غير مدمع * * وما بي حذار الموت، إني لميت * ولكن حذاري حر نار تلفع * * فلست بمبد للعدو تخشعا * ولا جزعا إني إلى الله مرجع * * ولست أبالي حين أقتل مسلما * على أي شق كان لله مضجع * وقال ابن هشام: أكثر أهل العلم بالشعر ينكرها له. قوله: الأحزاب، الجمع من طوائف مخلفة. قوله: وألبوا، أي: جمعوا قبائلهم، قال الجوهري: ألبت الجيش: إذا جمعته، وتألبوا تجمعوا. قوله: بمضيع، موضع الضياع أي: الهلاك. قوله: يذا العرش، أصله: يا ذا العرش، حذفت الألف للضرورة. قوله: (بضعوا)، أي: قطعوا قطعا قطعا. قوله: (في ذات الإله)، أي: في وجه الله وطلب ثوابه. قوله: (أوصال)، جمع وصل. قوله: شلو، بكسر الشين المعجمة وسكون اللام: العضو. قوله: ممزع، أي: مقطع والمزعة: القطعة. قوله: تلفع، من لفعته النار إذ شملته من نواحيه وأصابه لهيبها. قوله: فلست بمبد: أي: بمظهر. قوله: ولا جزعا: الجزع قلة الصبر. قوله: (فقتله ابن الحارث) وهو: عقبة بن الحارث، وقيل: أخوه، وكلاهما أسلم بعد ذلك، وقال أبو عمر: روى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر أنه سمعه يقول: الذي قتل خبيبا أبو سروعة عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل، وكان القتل بالتنعيم، وأبو سروعة، بكسر السين المهملة، وقيل: بفتحها وفتح الراء، وقيل: بفتح السين وضم الراء. قوله: (حين حدثوا)، على صيغة المجهول، أي: حين أخبروا بقتل عاصم بن ثابت. قوله: (ليؤتوا)، على صيغة المجهول. قوله: (بشيء منه)، أي: من عاصم، يعني بقطعة منه يعرف بها. قوله: (وكان قد قتل)، أي: وكان عاصم قد قتل رجلا من عظمائهم، أي: من أشرافهم وأكابرهم يوم بدر، وهو عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أبي أمية بن عبد شمس، وكان عاصم قتل يوم أحد فتبين من عبد الدار أخوين أمهما سلاقة بنت سعد بن شهيد، وهي التي نذرت إن قدرت على قحف عاصم لتشربن فيه الخمر. قوله: (مثل الظلة)، بضم الظاء المعجمة وتشديد اللام: وهي السحابة المظلة كهيئة الصفة. قوله: (من الدبر)، بفتح الدال المهملة وسكون الباء الموحدة وفي آخره راء، وهي: ذكور النحل، وقال القزاز: الدبر الزنابير واحدها: دبرة، وقال ابن فارس: هي النحل جمعه: دبور، وقال ابن بطال: الدبر جماعة النحل لا واحد لها. قوله: (فحمته)، أي: حفظته، ويقال: حمته، أي: عصمته، ولهذا سمي عاصم محمي الدبر، فعيل بمعنى مفعول، ويقال: لما عجزوا قالوا: إن الدبر يذهب بالليل، فلما جاء الليل أرسل الله سيلا فاحتمله فلم يجدوه، وقيل: إن الأرض
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»