قوله: (فاقتصوا آثارهم)، أي: اتبعوها، وقال ابن التين: ويجوز بالسين. قوله: (مأكلهم) اسم مكان منصوب بتقدير الجار، وذلك جائز، نحو: رميت مرمى زيد. قوله: (تزودوه)، جملة في محل النصب على أنها صفة لتمر. قوله: (فلما رآهم عاصم) كذا هو في (الصحيح) و (شرح ابن بطال) وذكره بعض الشراح بلفظ: فلما أحس بهم، ثم قال: أي: علم. قال تعالى: * (هل تحس منهم من أحد) * (مريم: 89). وفي (سنن أبي داود): حس بغير ألف. قوله: (لجأوا) أي: استندوا (إلى فدفد) بفاءين مفتوحتين بينهما دال مهملة ساكنة، وهو الموضع المرتفع الذي فيه غلظ وارتفاع، وقال ابن فارس: إنه الأرض المستوية، وظاهر الحديث أنه مكان مشرف تحصنوا فيه، وفي رواية أبي داود): (إلى قردد)، بقاف مفتوحة وراء ساكنة ثم بدالين مهملتين وهما سواء. قوله: (العهد)، أي: الذمة. قوله: (بالنبل)، أي: السهام العربية. قوله: (في سبعة)، أي: في جملة سبعة، والحاصل أن السبعة من العشرة قتلوا، وعن ابن إسحاق: الذين قتلوا ثلاثة، لأنا قد ذكرنا عنه عن قريب أن الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا ستة، وقد ذكرناهم، وقال ابن إسحاق: غدروا بهم على الرجيع فاستصرخوا عليهم هذيلا فل يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم، فأخذوا أسيافهم وقاتلهم أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم فقتل منهم ثلاثة وأسر منهم ثلاثة، وهم: زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبد الله بن طارق، وعند البخاري: القتلى سبعة، والذين أسروا ثلاثة، وهو قوله: (فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد) أي: بالذمة. قوله: (ومنهم) أي: من هؤلاء (خبيب) بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف بعدها باء موحدة أخرى: ابن عدي الأنصاري الأوسي من بني حججبي بن كلفة بن عمرو بن عوف من البدريين. قوله: (وابن الدثنة)، وهو زيد بن الدثنة بفتح الدال المهملة وكسر الثاء المثلثة وسكونها والنون: ابن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي، شهد بدرا وأحدا. قوله: (ورجل آخر)، هو عبد الله بن طارق بينه ابن إسحاق في روايته وهو عبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك البلوي حليف لبني ظفر من الأنصار، شهد بدرا وأحدا. قوله: (فقال الرجل الثالث): هو عبد الله بن طارق. قوله: (هذا أول الغدر)، ويروى: هذا أوان الغدر. قوله: (فجروه)، ويروى: فجروه، بالفاء، ويروى بالواو. قوله: (فأبى)، أي: فامتنع من الرواح معهم فقتلوه، وقبره بم الظهران.
قال أبو عمر: لما أسروا الثلاثة خرجوا بهم إلى مكة حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من الوثاق وأخذ سيفه واستأخر عنه القوم فرموه بالحجارة فقتلوه. قوله: (فابتاع)، أي: اشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر. قوله: (وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر)، وقال ابن إسحاق: ابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي حليفا لهم، وكان جحير أخا الحارث بن عامر لأمه فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه، وقيل: اشترك في ابتياعه أبو إهاب بن عزيز، وعكرمة بن أبي جهل، والأخنس بن أبي شريق، وعبيدة بن حكيم بن الأوقص، وأمية بن أبي عتبة، وبنو الحضرمي، وصفوان بن أمية، وهم أبناء من قتل من المشركين ببدر، ودفعوه إلى عقبة فسجنه حتى انقضت الأشهر الحرم فصلبوه بالتنعيم، فأخبرني عبيد الله بن عياض: القائل بهذا هو ابن شهاب الزهري، وعبيد الله، بضم العين مصغر ابن عياض، بكسر العين المهملة وتخفيف الياء آخر الحروف وفي آخره ضاض معجمة: ابن عمرو القاري، من القارة، حجازي، وسمع عبيد الله هذا عن عائشة وغيرها، قاله المنذري ولم يذكره أحد في رجال البخاري، كما ادعاه الدمياطي، نعم ذكره المزي، وهو والد محمد. قوله: (إن بنت الحارث أخبرته) قال ابن إسحاق: اسمها مارية، وقيل: ماوية، وهي مولاة حجير بن أبي إهاب، وكانت زوج عقبة بن الحارث وسماها ابن بطال: جويرة، وفي (معجم البغوي): مارية بنت حجير بن أبي إهاب. وقال الواقدي: هي مولاة بني عبد مناف. وقال الحميدي في (جمعه) رواية عبيد الله عنها هنا إلى قوله: فلما خرجوا من الحرم. قوله: (استعار منها موسى)، وجاز صرفه لأنه مفعل، وعدم صرفه لأنه على خلاف بين الصرفيين. قوله: (يستحد بها)، من الاستحداد، وهو حلق شعر العانة، وهو استفعال من الحديد، استعمل على طريق الكناية والتورية، وذلك لئلا يظهر شعر عانته عند قتله. قوله: (فأخذ إبنا لي) أي: فأخذ خبيب ابنا لي، والحال أنا غافلة حين أتاه، ويروى: حتى أتاه، واسم الابن: أبو الحسين ابن الحارث بن عامر بن نوفل، وهو جد عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي حسين المكي شيخ مالك رضي الله تعالى عنه. قوله: (فوجدته)، أي: وجدت خبيبا (مجلسه) أي: مجلس ابني، بضم الميم وسكون