للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
.
مطابقته للترجمة في قوله: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).
وعمرو: هو ابن مرة، وأبو وائل هو شقيق ابن سلمة، وأبو موسى اسمه عبد الله بن قيس.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الخمس عن محمد بن كثير، وفي العلم عن عثمان بن أبي شيبة والحديث مضى في كتاب العلم في: باب من سأل وهو قائم عالما جالسا، وقد مضى الكلام فيه هناك.
قوله: (جاء رجل)، في رواية غندر: (جاء أعرابي)، قيل: هذا يدل على وهم ما وقع عند الطبراني من وجه آخر عن أبي موسى أنه قال: يا رسول الله... فذكره، فإن أبا موسى، وإن جاز أن يبهم نفسه، لكن لا يصفها بكونه أعرابيا، وقيل: إن هذا الأعرابي يصلح أن يفسر بلاحق بن ضميرة، وحديثه عند أبي موسى المديني في الصحابة من طريق عفير بن معدان: سمعت لاحق ابن ضميرة الباهلي، قال: وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر؟ فقال: لا شيء... له الحديث، وفي إسناده ضعف. قوله: (للذكر)، أي: بين الناس، يعني: الشهرة. قوله: (ليرى)، على صيغة المجهول. قوله: (مكانه)، أي: مرتبته في الشجاعة. قوله: (كلمة الله)، أي: التوحيد، فهو المقاتل في سبيل الله لا طالب الغنيمة والشهرة، ولا مظهر الشيء عنه.
61 ((باب من اغبرت قدماه في سبيل الله)) أي: هذا باب في بيان فضل من اغبرت قدماه واغبرار القدمين عبارة عن الاقتحام في المعارك لقتال الكفار، ولا شك أن الغبار يثور في المعركة حال مصادمة الرجال ويعم سائر الأعضاء، ولكن تخصيص القدمين بالذكر لكونهما عمدة في سائر الحركات.
وقول الله تعالى * (ما كان لأهل المدينة) * إلى قوله * (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) * (التوبة: 021).
وقول الله، بالجر عطفا على قوله: من اغبرت أي: وفي بيان قول الله عز وجل: * (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله، ولا يطأون موطأ يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين) * وقال ابن بطال: مناسبة الآية للترجمة أنه سبحانه وتعالى قال في الآية): * (ولا يطأون موطأ يغيظ الكفار) * (التوبة: 021). وفي الآية: * (إلا كتب لهم به عمل صالح) * (التوبة: 021). قال: فسر النبي، صلى الله عليه وسلم العمل الصالح أن النار لا تمس من عمل بذلك. قال: والمراد بسبيل الله جميع طاعاته. وقيل: مطابقة الآية من جهة أن الله أثابهم بخطواتهم وإن لم يباشروا قتالا، وكذلك دل الحديث على: أن من اغبرت قدمه في سبيل الله حرمه الله على النار، سواء باشر قتالا أم لا. وفي (تفسير ابن كثير): عاتب الله تعالى المتخلفين عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك من أهل المدينة ومن حولها من أحياء العرب، ونفى رغبتهم بأنفسهم عن مواساته فيما حصل من المشقة، فإنهم نقصوا أنفسهم من الأجر، لأنه لا يصيبهم ظمأ وهو العطش ولا نصب، وهو التعب ولا مخمصة وهي المجاعة، ولا يطأن موطئا يغيظ الكفار أي: لا ينزلون منزلا يرهب عدوهم، ولا ينالون منه ظفرا وغلبة عليه، إلا كتب الله لهم بهذه الأعمال التي ليست داخلة تحت قدرهم، وإنما هي ناشئة عن أفعالهم أعمالا صالحة وثوابا جزيلا إن الله لا يضيع أجر المحسنين، كما قال تعالى: * (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) * (الكهف: 03). وفي تفسير الثعلبي ظاهر قوله: * (ما كان لأهل المدينة) * (الكهف: 03). خبر ومعناه أمر، والأعراب سكان البوادي: مزينة وجهينة وأشجع وأسلم وغفار، أن يتخلفوا عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم إذا غزا، وقال ابن عباس: كتب لهم بكل روعة تنالهم في سبيل الله سبعين ألف حسنة. وقال قتادة: هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا بنفسه فليس لأحد أن يتخلف عنه إلا بعذر، فأما غيره من الأئمة والولاة، فمن شاء أن يتخلف تخلف. وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي، وابن المبارك والفزاري وابن جابر وسعيد بن عبد العزيز يقولون في هذه الآية: إنها لأول هذه الأمة وآخرها. وقال ابن زيد: كان هذا وأهل الإسلام قليل، فلما كثروا نسخها الله عز وجل، وأباح التخلف لمن شاء، فقال: