قوله: (حاضت) أي: بعد أن أفاضت يوم النحر. قوله: (فذكرت) أي: عائشة، وروى: (فذكر) على صيغة المجهول، قوله: (أحابستنا؟) الهمزة فيه للاستفهام، أي: أمانعتنا من التوجه من مكة في الوقت الذي أردنا التوجه فيه ظنا منه صلى الله عليه وسلم أنها ما طافت طواف الإفاضة. قوله: (إنها أفاضت) أي: طافت طواف الإفاضة. قوله: (قال: فلا إذا) أي: قال صلى الله عليه وسلم: أي فلا حبس علينا حينئذ.
9571 حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد عن أيوب عن عكرمة أن أهل المدينة سألوا ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن امرأة طافت ثم حاضت قال لهم تنفر قالوا لا نأخذ بقولك وندع قول زيد قال إذا قدمتم المدينة فسلوا فقدموا المدينة فسألوا فكان فيمن سألوا أم سليم فذكرت حديث صفية.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (فذكرت حديث صفية) على ما لا يخفى، وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي وحماد هو ابن زيد، وأيوب هو السختياني.
قوله: (إن أهل المدينة) أي: بعض أهلها، لأن كلهم ما سألوه، وقد رواه الإسماعيلي من طريق عبد الوهاب الثقفي عن أيوب بلفظ: (إن ناسا من أهل المدينة). قوله: (قال لهم: تنفر) أي: قال ابن عباس للذين سألوه: تنفر هذه المرأة التي طافت ثم حاضت. قوله: () فندع، بالفاء ونصب: ندع، لأنه جواب النفي، ويروى: (وندع)، بالواو. قوله: (قول زيد)، هو زيد بن ثابت، رضي الله تعالى عنه، وفي رواية عبد الوهاب الثقفي أفتيتنا أو لم تفتنا، زيد بن ثابت يقول: لا تنفر. قوله: (فكان فيمن سألوا أم سليم) وفي رواية الثقفي: (فسألوا أم سليم وغيرها). وأم سليم، بضم السين: هي أم أنس رضي الله تعالى عنهما، قوله: (فذكرت) أي: أم سليم كذا ذكره مختصرا. وساقه الثقفي بتمامه قال: (فأخبرتهم أن عائشة قالت لصفية أفي الخيبة أنت أنك لحابستنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ذاك؟ قالت عائشة: صفية حاضت. قيل: إنها قد أفاضت قال: فلا إذا، فرجعوا إلى ابن عباس، فقالوا: وجدنا الحديث كما حدثتنا).
رواه خالد وقتادة عن عكرمة أي: روى الحديث المذكور خالد الحذاء، وقتادة أيضا عن عكرمة مولى ابن عباس، فرواية خالد وصلها البيهقي من طريق معلى بن منصور عن هشيم عنه عن عكرمة عن ابن عباس، قال: إذا طافت يوم النحر ثم حاضت فلتنفر، وقال زيد بن ثابت: لا تنفر حتى تطهر وتطوف بالبيت، ثم أرسل زيد بعد ذلك إلى ابن عباس، رضي الله تعالى عنهم، أني وجدت الذي قلت كما قلت، ورواية قتادة وصلها أبو داود الطيالسي في (مسنده) قال: حدثنا هشام هو الدستوائي عن قتادة عن عكرمة قال: اختلف ابن عباس وزيد بن ثابت في المرأة إذا حاضت وقد طافت بالبيت يوم النحر، فقال زيد: يكون آخر عهدها بالبيت، وقال ابن عباس: تنفر إن شاءت، فقالت الأنصار: لا نتابعك يا ابن عباس وأنت تخالف زيدا، فقال: سلوا صاحبتكم أم سليم، فقالت: حضت بعدما طفت بالبيت، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن انفري، وحاضت صفية، فقالت لها عائشة: حبستنا! فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنفر. وقال بعضهم: طريق قتادة هذه هي المحفوظة، وقد شذ عباد بن العوام فرواه عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مختصرا في قصة أم سليم، أخرجه الطحاوي من طريقه، انتهى. قلت: قال الطحاوي: حدثنا ابن أبي داود حدثنا سعيد ابن سليمان الواسطي قال: حدثنا عباد بن العوام عن سعيد عن قتادة (عن أنس أن أم سليم حاضت بعدما أفاضت يوم النحر، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنفر)، إسناده صحيح، ورجاله ثقات، فما باله أن يكون شاذا، وطريق قتادة لا ينافي أن يكون طريق غيره محفوظة.
0671 حدثنا مسلم قال حدثنا وهيب قال حدثنا ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال رخص للحائض أن تنفر إذا أفاضت. وقال وسمعت ابن عمر يقول إنها لا تنفر