عمدة القاري - العيني - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٠
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين. وفيه: العنعنة في موضعين. وفيه: أن شيخه من أفراده وأمه وأبو أسامة كوفيان وهشام وأبوه مدنيان. وفيه: رواية الابن عن الأب، وأخرج الحديث مسلم أيضا في الحج.
ذكر معناه: قوله: (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة)، كان قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين قريبا من وقت الزوال، قال الواقدي، رحمه الله تعالى: لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول. وقال ابن إسحاق: لثنتي عشرة ليلة خلت منه، وهذا هو المشهور الذي عليه الجمهور من السنة الأولى من التاريخ الإسلامي. قوله: (وعك)، جواب: لما، وهو على صيغة المجهول، أي: أصابه الوعك وهو الحمى، وقال ابن سيده: رجل وعك ووعك موعوك، وهذه الصيغة على توهم فعل كألم، والوعك لم يجده الإنسان من شدة التعب، وفي (الجامع): وعك إذا أخذته الحمى، والواعك الشديد من الحمى، وقد وعكته الحمى تعكه إذا أدركته وفي (المجمل): الوعك الحمى، وقيل: هو مغث الحمى. قوله: (كل امرئ..) إلى آخره رجز مسدس. قوله: (مصبح)، بلفظ المفعول أي: يقال له: صبحك الله بالخير، وأنعم الله تعالى صباحك، والموت قد يفجؤه فلا يمسي حيا. قوله: (أدنى) أي: أقرب. (من شراك نعله)، بكسر الشين: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. قوله: (إذا أقلع) بلفظ المعلوم من الإقلاع عن الأمر، وهو الكف عنه، ويروى بلفظ المجهول. قوله: (عقيرته)، بفتح العين المهملة وكسر القاف: وهو الصوت إذا غنى به، أو بكى، ويقال: أصله أن رجلا قطعت إحدى رجليه فرفعها وصرخ، فقيل لكل رافع صوته: قد رفع عقيرته، وعن أبي زيد يقال: رفع عقيرته إذا قرأ أو غنى، ولا يقال في غير ذلك. وفي (التهذيب) للأزهري: أصله أن رجلا أصيب عضو من أعضائه وله إبل اعتاد حداءها، فانتشرت عليه إبله، فرفع صوته بالأنين لما أصابه من العقر في يده، فسمعت له إبله فحسبته يحدو بها فاجتمعت إليه، فقيل لكل من رفع صوته: رفع عقيرته. وفي (المحكم): عقيرة الرجل صوته إذا غنى أو قرأ أو بكى. قوله: (ألا ليت شعري...) إلى آخره من البحر الطويل، وأصله: فعولن مفاعيلن، ثمان مرات، وفيه القبض، وكلمة: ألا، هنا للتمني ومعنى: ليت شعري، ليتني أشعر. قوله: (وحولى) الواو فيه للحال. قوله: (إذخر)، بكسر الهمزة، وقد مر تفسيره في: باب لا ينفر صيد الحرم وفي غيره. قوله: (وجليل)، بفتح الجيم وكسر اللام الأولى وهو: الثمام، وهو نبت ضعيف يحشى به حصاص البيت. قوله: (وهل أردن) بالنون الخفيفة، وكذلك قوله: (وهل يبدون) قوله: (مياه مجنة)، المياه جمع ماء، و: المجنة، بفتح الميم والجيم وتشديد النون: ماء عند عكاظ على أميال يسيرة من مكة بناحية مر الظهران، وقال الأزرقي: هي على بريد من مكة، وقال أبو الفتح: يحتمل أن تسمى مجنة ببساتين تتصل بها، وهي الجنان، وأن يكون وزنها: فعلة من مجن يمجن، سميت بذلك لأن ضربا من المجون كان بها، وزعم ابن قرقول أن ميمها تكسر. قوله: (وهل يبدون) أي: هل يظهرن لي: شامة، بالشين المعجمة و: طفيل، بفتح الطاء وكسر الفاء. وقال الجوهري: هما جبلان، وقال غيره: طفيل جبل من حدود هرشي مشرف هو وشامة على مجنة. وقال الخطابي: كنت أحسب أنهما جبلان حتى أنبئت أنهما عينان، وذكر ابن الأثير والصاغاني: أن شابة بالباء الموحدة بعد الألف، وقيل: إن هذين البيتين اللذين أنشدهما بلال، رضي الله تعالى عنه، ليسا له، بل هما لبكر بن غالب بن عامر بن الحارث ابن مضاض الجرهمي، أنشدهما عندما نفتهم خزاعة من مكة، شرفها الله، وقيل لغيره. قوله: (كما أخرجونا) متعلق بقوله: (اللهم) فقوله: (اللهم العن) معناه: اللهم أبعدهم من رحمتك كما أبعدونا من مكة. قوله: (إلى أرض الوباء)، هو مقصور يهمز ولا يهمز، وهو المرض العام، قاله بعضهم، وقال الجوهري: الوباء، يمد ويقصر، ويقال: الوباء الموت الذريع، وقال الأطباء: هو عفونة الهواء. قوله: (حبب)، أمر من حبب يحبب. وقوله: (المدينة) مفعوله. قوله: (أو أشد)، أي أو حبا أشد من حبنا لمكة. قوله: (في صاعنا) أي: في صاع المدينة، وهو كيل يسع أربعة أمداد، والمد رطل وثلث رطل عند أهل الحجاز، ورطلان عند أهل العراق، والأول قول الشافعي، والثاني قول أبي حنيفة. وقيل: إن أصل المد مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملأ كفيه طعاما. وفي رواية ابن إسحاق عن هشام عن أبيه (عن عائشة، رضي الله تعالى عنها: اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة، وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم لأهل مكة: اللهم بارك لنا في مدينتنا...) الحديث. قوله: (وصححها) أي: صحح المدينة من الأمراض. وزاد في دعائه بقوله: (وانقل حماها) أي: حمى المدينة، وكانت وبيئة، وخصص بهذا في الدعاء لأن أصحابه حين
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»