عمدة القاري - العيني - ج ٨ - الصفحة ٣٠٦
بيت زوجها). الطريق الثاني عن عمر بن حفص عن أبيه خفص بن غياث عن سليمان الأعمش... إلى آخره. وأخرجه مسلم أيضا من حديث الأعمش. الطريق الثالث عن يحيى بن يحيى أبي زكريا التميمي عن جرير بن عبد الحميد عن منصور ابن المعتمر... إلى آخره. وأخرجه البخاري أيضا في: باب من أمر خادمه بالصدقة، عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن منصور إلى آخره، وأخرجه أيضا في: باب أجر الخادم، عن قتيبة بن سعيد عن جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة... إلى آخره، وقد مضى الكلام فيها مستوفى هناك.
72 ((باب قول الله تعالى: * (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى) *)) ذكر هذه الآية الكريمة هنا إشارة إلى الترغيب في الأنفاق في وجوه البر، لأن الله تعالى يعطيه الخلف في العاجل، والثواب الجزيل في الآجل، وإشارة إلى التهديد لمن يبخل ويمتنع من الإنفاق في القربات. وفي (تفسير الطبري): عن ابن عباس في قوله تعالى: * (فأما من اعطى واتقى) * (الليل: 5). قال أعطى مما عنده، وصدق بالخلف من الله تعالى، واتقى ربه، وقال قتادة: أعطى حق الله تعالى، واتقى محارمه التي نهى عنها. وقال الضحاك: زكى واتقى الله تعالى. قوله: * (وصدق بالحسنى) * (الليل: 5 01). يعني: قال: لا إله إلا الله، قاله الضحاك وأبو عبد الرحمن وابن عباس، وعن مجاهد: وصدق بالحسنى: بالجنة. وقال قتادة: صدق بموعود الله تعالى على نفسه، فعمل بذلك الموعود الذي وعده، وذكر الطبري أيضا: أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، وفي (المعاني) للفراء: نزلت في أبي بكر وفي أبي سفيان. وقال أبو الليث السمرقندي في (تفسيره) بأسناده عن عبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه: أن أبا بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، اشترى بلالا من أمية بن خلف وأبي بن خلف ببردة وعشر أواق ذهب، فأعتقه لله تعالى، فأنزل الله هذه السورة: * (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى) * (الليل: 1 4). يعني: سعي أبي بكر وأمية بن خلف. * (فأما من أعطى) * (الليل: 1 01). المال. * (واتقى) * (الليل: 1 01). الشرك. * (وصدق بالحسنى) * (الليل: 1 01). يعني: بلا إله إلا الله. * (فسنيسره لليسرى) * (الليل: 1 01). يعني الجنة. * (وأما من بخل) * (الليل: 1 01). بالمال. * (واستغنى * وكذب بالحسنى) * (الليل: 1 01). يعني: بلا إله إلا الله. * (فسنيسره للعسرى) * (الليل: 1 01). يعني: سنهون عليه أمور النار، يعني أمية وأبيا إذا ماتا. وقيل: فأما من أعطى يعني: أبا الدحداح أعطى من فضل ماله. وقيل: الصدق من قلبه. وقيل: حق الله واتقى محارم الله التي نهي عنها، وصدق بالحسني أي: بالجنة، وقيل: بوعد الله، وقيل: بالصلاة والزكاة والصوم. قوله: * (واستغنى) * (الليل: 1 01). يعني: عن ثواب الله تعالى فلم يرغب فيه. وقيل: استغنى بماله. قوله: * (فسنيسره للعسرى) * (الليل: 1 01). يعني العمل بما لا يرضى الله به. وقيل: سندخله جهنم. وقيل: للعود إلى البخل.
أللهم أعط منفق مال خلفا قال الكرماني: وجه ربطه بما قبله أنه معطوف على قول الله تعالى، وحذف حرف العطف جائز، وهو بيان للحسنى، فكأنه أشار إلى أن قول الله تعالى مبين بالحديث، يعني: تيسير اليسرى له إعطاء الخلف له، والحديث رواه أبو هريرة كما يجيىء الآن: قال القرطبي: هو موافق لقوله تعالى: * (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) * (سبإ: 93).
2441 حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن معاوية بن أبي مزرد عن أبي الحباب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر أللهم أعط ممسكا تلفا.
مطابقته لقوله: (اللهم أعط منفق مال خلفا) ظاهرة لأنه بينه.
ذكر رجاله: وهم ستة: الأول: إسماعيل بن أبي أويس. الثاني: أخوه، وهو أبو بكر واسمه عبد الحميد. الثالت: سليمان بن بلال. الرابع: معاوية بن أبي مزرد، بضم الميم وفتح
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»