الزاي وكسر الراء وفي آخره دال مهملة: واسمه عبد الرحمن. الخامس: أبو الحباب، بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة الأولى، واسمه سعيد بن يسار ضد اليمين عم معاوية المذكور. السادس: أبو هريرة، رضي الله تعالى عنه.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضع وبصيغة الإفراد في موضع. وفيه: العنعنة في أربعة مواضع. وفيه: أن رواته كلهم مدنيون. وفيه: رواية الرجل عن أخيه. وفيه: رواية الرجل عن عمه.
ذكر من أخرجه غيره: أخرجه مسلم في الزكاة عن القاسم بن زكريا. وأخرجه النسائي في عشرة النساء عن محمد بن نصر، وفي الملائكة عن عباس بن محمد.
ذكر معناه: قوله: (من من يوم)، وفي حديث أبي الدرداء: (ما من يوم طلعت فيه الشمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعهما خلق الله كلهم إلا الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ولا غربت شمسه إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا مالا تلفا). رواه أحمد. قوله: (بجنبتيها) تثنية: جنبة، بفتح الجيم وسكون النون وهي: الناحية. قوله: (ما من يوم) يعني: ليس من يوم، وكلمة: من، زائدة، و: يوم، اسمه. وقوله: (يصبح العباد فيه) صفة يوم. وقوله: (إلا ملكان) مستثنى من متعلق محذوف، وهو خبر: ما، المعنى: ليس يوم موصوف بهذا الوصف ينزل فيه أحد إلا ملكان يقولان كيت وكيت، فحذف المستثنى منه ودل عليه بوصف: الملكان ينزلان، ونظيره في مجيء الموصوف مع الصفة بعد إلا في الاستثناء المفرغ، قولك: ما أخبرت منكم أحدا إلا رفيقا. قوله: (خلفا) بفتح اللام أي: عوضا. يقال أخلف الله عليك خلفا أي: عوضا أي: أبدلك بما ذهب منك. قوله: (أعط ممسكا تلفا) التعبير بالعطية هنا من قبيل المشاكلة، لأن التلف ليس بعطية.
ذكر ما يستفاد منه: فيه: أنه موافق لقوله تعالى: * (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) * (سبإ: 93). ولقوله: (ابن آدم أنفق أنفق عليك)، وهذا يعم الواجب والمندوب. وفيه: أن الممسك يستحق تلف ماله، ويراد به الإمساك عن الواجبات دون المندوبات، فإنه قد لا يستحق هذا الدعاء، اللهم إلا أن يغلب عليه البخل بها، وإن قلت في نفسها كالحبة واللقمة ونحوهما. وفيه: الحض على الإنفاق في الواجبات كالنفقة على الأهل وصلة الرحم، ويدخل فيه صدقة التطوع والفرض. وفيه: دعاء الملائكة، ومعلوم أنه مجاب بدليل قوله: (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه).
82 ((باب مثل المتصدق والبخيل)) أي: هذا باب يذكر فيه مثل المتصدق والبخيل، ومثل المتصدق كلام إضافي مرفوع على الابتداء، وخبره محذوف، حذفه البخاري في الترجمة اكتفاء بذكره في حديث الباب.
3441 حدثنا موسى ا قال حدثنا وهيب قال حدثنا ابن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد.
.
مطابقته للترجمة من حيث إن الترجمة جزء من الحديث وهو ظاهر.
ورجاله قد ذكروا غير مرة، وموسى هو ابن إسماعيل التبوذكي، وابن طاووس هو عبد الله.
وأخرجه البخاري أيضا في الجهاد: عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه مسلم في الزكاة عن أبي بكر بن أبي شيبة. وأخرجه النسائي فيه عن أحمد بن سليمان.
قوله: (مثل البخيل والمنفق)، ووقع عند مسلم من طريق سفيان عن أبي الزناد: (مثل المنفق والمتصدق)، قال عياض: هو وهم، ويمكن أنه حذف مقابله لدلالة السياق عليه. وقال النووي: وقع في باقي الروايات: مثل البخيل والمتصدق، وقد يحتمل أن صحة رواية المنفق والمتصدق أن يكون فيه حذف تقدير: مثل المنفق والمتصدق وقسيمهما هو البخيل، وحذف البخيل لدلالة المنفق والمتصدق عليه، كقوله تعالى: * (سرابيل تقيكم الحر) * (النحل: 18). أي: والبرد، حذف البرد لدلالة الكلام عليه. قيل: رواه الحميدي وأحمد وابن أبي عمرو وغيرهم في مسانيدهم عن ابن عيينة، فقالوا في رواياتهم: (مثل المنفق والبخيل)، كما في رواية شعيب عن أبي الزناد، وهو الصواب. قوله: والمتصدق)