لا يرون به الإمام أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وعبد الله بن المبارك وأحمد وإسحاق والليث بن سعد. فإن قلت: فيما ذكرت إثبات ونفي، فإذا تعارضا قدم المثبت على النافي؟ قلت: نحن لا نقول: إن ههنا تعارضا حتى نعمل بالمثبت، بل ندعي النسخ كما ذكرنا وجهه، وممن قال بالنسخ ههنا الزهري، والله تعالى أعلم.
51 ((كتاب الاستسقاء)) أي: هذه أبواب في بيان أحكام الاستسقاء، وهو طلب السقيا، بضم السين: وهو المطر. وقال ابن الأثير: هو استفعال من طلب السقيا، أي: إنزال الغيث على البلاد والعباد، يقال: سقى الله عباده الغيث، وأسقاهم، والاسم السقيا، بالضم، واستسقيت فلانا طلبت منه أن يسقيك. وفي (المطالع): يقال: سقى وأسقى وأسقى بمعنى واحد. وقرئ: * (نسقيكم مما في بطونها) * (المؤمنون: 12). بالوجهين، وكذا ذكره الخليل وابن القوطية: سقى الله الأرض وأسقاها. وقال آخرون: سقيته ناولته يشرب، وأسقيته جعلت له سقيا يشرب منه، والاستسقاء الدعاء لطلب السقيا.
1 ((باب الاستسقاء وخروج النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء)) لما قال أولا: أبواب الاستسقاء، شرع يبين هذه الأبواب بابا بابا، فقال: باب الاستسقاء أي: هذا باب في بيان الاستسقاء وخروج النبي صلى الله عليه وسلم فيه، والنسخ ههنا مختلفة، فوقع للمستملي: باب الاستسقاء، وخروج النبي صلى الله عليه وسلم بدون البسملة، وفي رواية الحموي والكشميهني سقط ما قبل باب، وثبتت البسملة في رواية ابن شبويه.
5001 حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي وحول رداءه.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة لأنها صيغت من نفس الحديث.
ذكر رجاله: وهم خمسة: لأول: أبو نعيم، بضم النون وهو الفضل بن دكين، وقد تكرر ذكره. الثاني: سفيان الثوري. الثالث: عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، قاضي المدينة. الرابع: عباد، بفتح العين المهملة وتشديد الباء الموحدة: ابن تميم بن زيد بن عاصم الأنصاري المازني. الخامس: عمه عبد الله ابن زيد بن عاصم بن كعب بن عمر وأبو محمد الأنصاري البخاري المازني.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين. وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه: القول في موضع واحد. وفيه: أن شيخه كوفي وشيخ شيخه أيضا كوفي والبقية مدنيون. وفيه: رواية الرجل عن عمه. وفيه: رواية التابعي عن التابعي، فإن عبد الله بن أبي بكر روى عن أنس رضي الله تعالى عنه.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في مواضع في الاستسقاء عن آدم وأبي اليمان وعلى ابن عبد الله وعبد الله بن محمد وقتيبة وإسحاق عن وهب ومحمد عن عبد الوهاب، وأخرجه أيضا في الدعوات عن موسى ابن إسماعيل، وأخرجه مسلم في الصلاة عن يحيى بن يحيى عن مالك وعن يحيى بن يحيى عن سليمان بن بلال وعن أبي الطاهر ابن السرح وحرملة بن يحيى، وأخرجه أبو داود فيه عن القعنبي عن مالك به وعنه عن سليمان بن بلال به وعن أبي الطاهر ابن السرح وسليمان بن داود وعن أحمد بن محمد وعن محمد بن عوف وعن قتيبة عن مالك به، وعنه عن سفيان بن عيينة به، وعنه عن الدراوردي به وعن محمد بن بشار وعمرو بن علي وعن الحارث بن مسكين وعن عمرو بن عثمان وعن محمد بن رافع وعن هشام بن عبد الملك وعن محمد بن منصور. وأخرجه ابن ماجة عن محمد بن الصباح، وأخرجه أبو داود أيضا عن أحمد بن محمد بن ثابت عن عبد الرزاق، وأخرجوه أيضا خلا ابن ماجة، من رواية الزهري عن عباد بن تميم. وأخرجوه، خلا الترمذي، من رواية أبي بكر بن محمد كما ذكرنا. وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي من رواية عمارة بن غزية عن عباد بن تميم وأخرجه الترمذي عن يحيى بن موسى عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عباد.
ذكر معناه: قوله: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم) أي: إلى المصلى. قوله: (يستسقي) جملة فعلية وقعت حالا، والتقدير: خرج