كل أمر تتشوق النفس إليه لم يبق للصلاة وقت، وإنما حكم هذا أن من كان في حاجة بيته فأقيمت الصلاة يخرج إليها ويترك تلك الحاجة، بخلاف ما إذا حضر العشاء، وأقيمت الصلاة، فإنه يقدم العشاء على الصلاة إلا إذا خاف فوتها.
676 حدثنا ادم قال حدثنا شعبة قال حدثنا الحكم عن إبراهيم عن الأسود قال سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة مطابقته للترجمة ظاهرة.
ورجاله تقدموا غير مرة، وآدم ابن إياس، والحكم، بفتح الحاء المهملة والكاف: ابن عيينة، وإبراهيم النخعي؛ والأسود بن يزيد النخعي.
وفيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع والعنعنة في موضعين. وفيه: السؤال. وفيه: القول في ثلاثة مواضع. وفيه: رواية الرجل عن خاله، وهو إبراهيم يروي عن خاله الأسود.
وأخرجه البخاري أيضا في الأدب عن حفص بن عمر، وفي النفقات عن محمد بن عرعرة. وأخرجه الترمذي في الزهد عن هناد عن وكيع، وقال: صحيح.
ذكر معناه: قوله: (ما كان)، كلمة: ما، للاستفهام. قوله: (كان يكون) فائدة تكرير: الكون، الاستمرار وبيان أنه صلى الله عليه وسلم كان يداوم عليها. واسم: كان، ضمير الشان. قوله: (في مهنة أهله)، بكسر الميم وفتحها وسكون الهاء، وقد فسرها آدم شيخ البخاري في نفس الحديث، بقوله: (تعني: خدمة أهله). وقال الجوهري: المهنة، بالفتح: الخدمة. وقال ابن سيده: المهنة: الحذق بالخدمة، والعمل، وقال بفتح الميم وكسرها، وفتح الهاء أيضا. وأنكر الأصمعي الكسر، فقال: مهنهم يمهنهم مهنا، ومهنة، من باب: نصر ينصر، والماهن الخادم، وجمعه: مهان ومهنة، بفتح الميم والهاء. ووقع في رواية المستملي وحده: في مهنة بيت أهله. وقال الكرماني: البيت تارة يضاف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتارة إلى أهله، وهو في الواقع إما له أو لهم. ثم أجاب بقوله: فيما أثبتت الملكية فالإضافة حقيقية، وفيما لم تثبت فالإضافة فيه بأدنى ملابسة، وهو نحو كونه مسكنا له. وقد وقع المهنة مفسرة في (الشمائل) للترمذي، من طريق عمرة عن عائشة بلفظ: (ما كان إلا بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه). ولأحمد وابن حبان من رواية عروة عنها: (يخيط ثوبه ويخصف نعله). وزاد ابن حبان: (ويرقع دلوه)، وزاد الحاكم في الإكليل): (وما رأيته ضرب بيده امرأة ولا خادما).
45 ((باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته)) أي: هذا باب ترجمة: من صلى بالناس... إلى آخره. و: الواو، في قوله: وهو، للحال. قوله: (وسنة). وهو بالنصب عطف على صلاة النبي، صلى الله عليه وسلم.
677 حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة قال جاءنا مالك بن الحويرث في مسجدنا هذا فقال أني لأصلي بكم وما أريد الصلاة أصلي كيف رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقلت لأبي قلابة كيف كان يصلي قال مثل شيخنا هذا وكان شيخا يجلس إذا رفع رأسه من السجود قبل أن ينهض في الركعة الأولى.
مطابقته للترجمة ظاهرة.
ذكر رجاله: وهم خمسة: الأول: موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي. الثاني: وهيب تصغير وهب بن خالد صاحب الكرابيسي. الثالث: أيوب بن أبي تميمة السختياني. الرابع: أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي. الخامس: مالك بن الحويرث الليثي.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في موضع واحد. وفيه: القول في ثلاثة مواضع. وفيه: رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي لأن أيوب رأى أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه. وفيه: أن رواته كلهم بصريون، ومالك بن الحويرث سكن البصرة.
ذكر تعدد موضعه