السين وفتح الياء وفي آخره هاه، وفي (المحكم): وعندي أن قليسية ليست بلغة، وإنما هي مصغرة، وفي (شرح الغريب) لابن سيده: وهي قلنساة وقلساة، وجمعها: قلانس وقلاسي وقلنس وقلونس، ثم يجمع على: قلنس، وفيه قلب حيث جعل الواو قبل النون، وعن يونس: أهل الحجاز يقولون: قلنسية، وتميم يقولون: قلنسوة. وفي (شرح المرزوقي): قلنست الشيء إذا غطيته.
قوله: (ويداه في كمه)، هكذا في رواية الأكثرين. وفي رواية الكشميهني: (ويديه في كمه)، وجه الأول أن: يداه، كلام إضافي مبتدأ، وقوله: في كمه، خبره والجملة حال، والتقدير: ويدا كل واحد في كمه، فلأجل ذلك قال: ويداه في كمه، وذلك لأن المقام يقتضي أن يقال: وأيديهم في أكمامهم، ووجه الثاني: أن: يديه، منصوب بفعل مقدر تقديره: ويجعل كل واحد يديه في كمه، وهذا التعليق وصله ابن أبي شيبة في (مصنفه) عن أبي أسامة عن هشام عن الحسن قال: (إن أصحاب النبي كانوا يسجدون وأيديهم في ثيابهم، ويسجد الرجل منهم على قلنسوته وعمامته).
وأخرجه أيضا عبد الرزاق في مصنفه عن هشام بن حسان عن الحسن نحوه. وأخرج ابن أبي شيبة عن هشيم عن يونس: (عن الحسن أنه كان يسجد في طيلسانه). وأخرجه عن محمد بن عدي: (عن حميد: رأيت الحسن يلبس أنبجانيا في الشتاء ويصلي فيه ولا يخرج يديه). وكان عبد الرحمن بن زيد يسجد على كور عمامته، وكذلك الحسن وسعيد بن المسيب وبكر بن عبد ا، ومكحول والزهري وعبد ا بن أبي أوفى وعبد الرحمن بن يزيد، وكان عبادة بن الصامت وعلي بن أبي طالب وابن عمر وأبو عبيدة وإبراهيم النخعي وابن سيرين وميمون بن مهران وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وجعدة بن هبيرة يكرهون السجود على العمامة، وذكر محمد بن أسلم الطوسي في كتابه (تعظيم قدر الصلاة): عن خلاد بن يحيى عن عبد ا بن المحرز عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة: (أن النبي سجد على كور عمامته). قال ابن أسلم: هذا سند ضعيف.
58315 ح دثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثني غالب القطان عن بكر بن عبد الله عن أنس بن مالك قال كنا نصلي مع النبي فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود. (الحديث 583 طرفاه في: 245، 8021).
مطابقته للترجمة ظاهرة.
ذكر رجاله: وهم خمسة، ذكروا، و: بشر، بكسر الباء الموحدة وسكون المعجمة: ابن المفضل، بضم الميم وفتح الفاء وتشديد المعجمة المفتوحة: الرقاشي، بفتح الراء: العثماني، كان يصلي كل يوم أربعمائة ركعة. وغالب، بالغين المعجمة وكسر اللام: ابن خطاف، بضم الخاء المعجمة وبفتحها وتشديد الطاء المهملة: القطان، بالقاف.
ذكر لطائف إسناده وفيه: التحديث بصيغة الجمع في أبي الوليد، وفي بشر وبالإفراد في غالب عند الأكثرين. وفيه: أن رواته كلهم بصريون. وفيه: العنعنة في موضعين. وفيه: حكاية قول الصحابي عما يفعله، والنبي يشاهده ولا ينكره، فيكون تقريرا منه. فإن قلت: كان أنس خلف النبي؟ قلت: ما كان يخفى عليه شيء من أحوال من كان خلفه في الصلاة، لأنه قد كان يرى من خلفه كما يرى من قدامه، فيكون قول الصحابي، كنا نفعل كذا من قبيل المرفوع، ولا سيما اتفق الشيخان على تخريج هذا الحديث في صحيحيهما، وغيرهما كذلك.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري أيضا في الصلاة عن مسدد، وعن محمد بن مقاتل. وأخرجه مسلم فيه عن يحيى بن يحيى. وأخرجه أبو داود فيه عن أحمد بن حنبل. وأخرجه الترمذي فيه عن أحمد بن محمد عن ابن المبارك، وأخرجه النسائي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك. وأخرجه ابن ماجة فيه عن إسحاق بن إبراهيم.
ذكر معناه قوله: (فيضع أحدنا) جملة معطوفة على قوله: (كنا نصلي). قوله: (طرف ثوبه)، كلام إضافي منصوب لأنه مفعول: يضع، وفي رواية مسلم وأبي داود: (بسط ثوبه فسجد عليه). وفي رواية النسائي: (كنا إذا صلينا خلف رسول الله بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر). وعند ابن أبي شيبة: (كنا نصلي مع النبي في شدة الحر والبرد فيسجد على ثوبه).
ذكر ما يستنبط منه احتج به أبو حنيفة ومالك، وأحمد وإسحاق على جواز السجود على الثوب فيشدة الحر والبرد، وهو قول عمر بن الخطاب، رضي ا تعالى عنه، رواه ابن أبي شيبة من حديث إبراهيم قال: (صلى