فنزل منزلا فقال موسى عليه السلام لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا فعند ذلك فقد الحوت فارتدا على آثارهما قصصا فجعل موسى عليه السلام يتبع أثر الحوت في البحر قال فكان من شأنهما ما قص الله تبارك وتعالى في كتابه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بشر العبدي ثنا مسعر عن مصعب بن شيبة عن أبي حبيب بن يعلي بن أمية عن ابن عباس قال جاء رجل إلى عمر فقال أكلتنا الضبع قال مسعر يعني السنة قال فسأله عمر ممن أنت فما زال ينسبه حتى عرفه فإذا هو موسى فقال عمر لو أن لامرئ واديا أو واديين لابتغى إليهما ثالثا فقال ابن عباس ولا يملا جوف ابن آدم الا التراب ثم يتوب الله على من تاب فقال عمر لابن عباس ممن سمعت هذا قال من أبي قال فإذا كان بالغداة فاغد علي قال فرجع إلى أم الفضل فذكر ذلك لها فقالت وما لك وللكلام عند عمر وخشي ابن عباس ان يكون أبي نسي فقالت أمه ان أبيا عسى ان لا يكون نسي فغدا إلى عمر ومعه الدرة فانطلقنا إلى أبي فخرج أبي عليهما وقد توضأ فقال إنه أصابني مذي فغسلت ذكري أو فرجي مسعر شك فقال عمر أو يجزئ ذلك قال نعم قال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال وسأله عما قال ابن عباس فصدقه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن يزيد الأصم عن ابن عباس قال جاء رجل إلى عمر يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرة والى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس شيئا ثم قال له عمر كم مالك قال أربعون من الإبل قال ابن عباس فقلت صدق الله ورسوله لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملا جوف ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب فقال عمر ما هذا فقلت هكذا أقرأنيها أبي قال فمر بنا إليه قال فجاء إلى أبي فقال ما يقول هذا قال أبي هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفأثبتها فاثبتها حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشام بن عبد الملك وعفان قالا ثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس قال عفان في حديثه ثنا الأسود بن قيس عن نبيح عن ابن عباس ان أبيا قال لعمر يا أمير المؤمنين اني تلقيت القرآن ممن تلقاه وقال عفان ممن يتلقاه من جبريل عليه السلام وهو رطب حدثنا عبد الله حدثني محمد بن أبي بكر ثنا بشر ابن عمر ثنا شعبة عن علي بن زيد عن يوسف المكي عن ابن عباس عن أبي قال آخر آية نزلت لقد جاءكم رسول من أنفسكم الآية حدثنا عبد الله حدثني أبو عثمان عمرو بن محمد بن بكير الناقد ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو يعني ابن دينار عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس ان نوفا الشامي يزعم أو يقول ليس موسى صاحب خضر موسى بني إسرائيل قال كذب نوف عدو الله حدثني أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى صلى الله عليه وسلم قام في بني إسرائيل خطيبا فقالوا له من أعلم الناس قال أنا فأوحى الله تبارك وتعالى إليه ان لي عبدا اعلم منك قال رب فأرنيه قال قيل تأخذ حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقدته فهو ثم قال فاخذ حوتا فجعله في مكتل وجعل هو وصاحبه يمشيان على الساحل حتى أتيا الصخرة رقد موسى عليه السلام واضطرب الحوت في المكتل فوقع في البحر فحبس الله عليه جرية الماء فاضطرب الماء فاستيقظ موسى فقال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ولم يصب النصب حتى جاوز الذي أمره الله تبارك وتعالى به قال فقال أرأيت إذ أوينا الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان فارتدا على آثارهما قصصا
(١١٧)