إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ٨٨
قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري (3) في كتاب السقيفة، على ما نقل عنه: لما جلس أبو بكر على المنبر كان علي والزبير وناس من بني هاشم في بيت فاطمة، فجاء عمر إليهم فقال: والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم، فخرج الزبير مصلتا سيفه فاعتنقه رجل من الأنصار، وزياد بن لبيد فدق به فدر السيف فصاح به أبو بكر وهو على المنبر: أضرب به الحجر، قال أبو عمرو بن خماش: فلقد رأيت الحجر فيه تلك الضربة، ويقال: هذه ضربة سيف الزبير (4).
وقال أبو بكر الجوهري أيضا في كتاب السقيفة: على ما نقل عنه، وقد روى في رواية أخرى إن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة، والمقداد بن الأسود أيضا وأنهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا (ع) فأتاهم عمر ليحرق عليه البيت فخرج إليه الزبير بالسيف، وخرجت فاطمة (ع) تبكي وتصيح (5).
وقال أبو بكر الجوهري أيضا في كتاب السقيفة: على ما نقل عنه عن الشعبي، قال سأل أبو بكر فقال: أين الزبير فقيل: عند علي وقد تقلد سيفه فقال: قم يا عمر، قم يا خالد بن الوليد، انطلقا حتى تأتياني بهما فانطلقا فدخل عمر وقام خالد على باب البيت من خارج فقال عمر للزبير: ما هذا السيف فقال:
نبايع عليا فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره. ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه وقال: يا خالد: إياك فامسكه، ثم قال لعلي: قم فبايع لأبي بكر، فلم يقم وجلس فأخذه بيده وقال: قم فأبى أن يقوم فحمله ودفعه كما دفع الزبير فأخرجه من البيت فأخذت فاطمة تصيح ففاضت على باب الحجرة وقالت: يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على بيت رسول الله (ص) والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله (6).

(١) عالم فقيه محدث كثير الأدب ثقة ورع أثنى عليه المحدثون، وردوا عنه مصنفاته. فهرست الطوسي: ٣ - الكنى والألقاب ٢: ١٦٣ معالم العلماء: ١٨. جامع الرواة ١: ٥٢.
(٢) الإمامة والسياسة ١: ١٨. الرياض النضرة ١: ١٦٧. تاريخ الطبري ٣: ١٩٩. الغدير ٧: ٧٧.
(٣) الغدير ٧: ٧٧ الإمام علي ١: ٢٢٥. ابن أبي الحديد ١: ١٣٤ وج ٢: ١٩.
(٤) شرح ابن أبي الحديد ١: ١٣٤. الغدير ٧: ٧٨.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»