إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ٩٩
حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد بن الحارث، عن ابن سابط، قال: لما حضره الوفاة أبا بكر (رض) أرسل إلى عمر يستخلفه، فقال الناس:
أتستخلف علينا فظا غليظا، لو قد ملكنا كان أفظ وأغلظ، فماذا تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر، قال: أتخوفونني ربي، أقول: اللهم أمرت عليهم خير أهلك (1).
وقال محمد بن سعد البصري في كتاب الطبقات في ترجمة أبي بكر في قصة استخلاف أبي بكر لعمر ما لفظه: وسمع بعض أصحاب النبي (ص) بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم: ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر، لعمر علينا وقد ترى غلظته، فقال أبو بكر: أجلسوني، أبالله تخوفوني؟ خاب من تزود من أمركم بظلم، أقول: اللهم استخلفت عليهم خير أهلك (2).
وقال أبو بكر عبد الله بن محمد العبسي المعروف بابن أبي شيبة في كتابه المصنف: حدثنا وكيع، وابن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد بن الحرث، أن أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه فقال الناس:
تستخلف علينا فظا غليضا، ولو قد ولينا كان أفظ وأغلظ، فما تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر (3)، الخ.
وقال محمد بن جرير الطبري في تاريخه ما لفظه، لما نزل بأبي بكر رحمه الله الوفاة دعا عبد الرحمن ابن عوف فقال: أخبرني عن عمر فقال: يا خليفة رسول الله (ص) هو والله أفضل من رأيت فيه من رجل ولكن فيه غلظة (2)، الخ.
وقال محب الدين الطبري في الرياض النضرة: وعن محمد بن سعيد بإسناده إن جماعة من الصحابة دخلوا على أبي بكر لما عزم على استخلاف عمر فقال له

(١) الخراج: ١١.
(٢) الطبقات الكبرى ٣: ١٩٩.
(3) المصنف 5: 449.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»