إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١٢٧
لو دعوت الطبيب، فدعي له الطبيب من بني الحارث بن كعب فسقاه نبيذا فخرج من جوفه مشكلا، فقال: أسقوه لبنا فخرج من جوفه أبيض فعرفوا أنه ميت فقال له الطبيب لا أرى أن تمسي فما كنت فاعلا فافعل (1).
إساءة أدب المغيرة فصل ومن الدلائل على بطلان دعوى هذا العقد إن المغيرة بن شعبة الصحابي المعروف الذي كامن أخلاء عمر وأخصائه وقصة زنائه بأم جميل معروفة مشهورة، ومحاماة عمر إياه في هذا الباب لا يخفى على أحد فقد أساء الأدب في حق سيدتنا أم كلثوم (ع) تقشعر منه الجسوم وترتعد منها القلوب، ومن الظاهر البين إن سيدتنا أم كلثوم (ع) لو كانت زوجة عمر لما تجاسر المغيرة على كلامه الباطل المشتمل على سوء الأدب الجار إياه إلى النار ذات اللهب لكنه لما رأى أن عليا (ع) كان مع الحق والحق معه.. ولذا لم يرض بمحاماة عمر في بابه إذ زاد ضغنا على ضغن وحقدا على حقد، وعبر عن أم جميل التي زنى معها بأنها أم كلثوم بنت علي (ع).
وإن كنت في ريب مما ذكرنا فانظر مما ذكره قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم البرمكي الأربلي الفقيه الشافعي المعروف بابن خلكان في كتابه المسمى - وفيات الأعيان - في ترجمة يزيد بن زياد ربيعة مفرغ الحميري:
وأما حديث المغيرة بن شعبة الثقفي والشهادة عليه، فإن عمر بن الخطاب (رض) كان قد رتب المغيرة أميرا على البصرة، وكان يخرج من دار الإمارة نصف النهار، وكان أبوه بكرة يلقاه فيقول: أين يذهب الأمير؟ فيقول: في حاجة، فيقول: إن الأمير يزار ولا يزور.
قالوا: وكان يذهب إلى امرأة يقال لها أم جميل بنت عمرو، وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن وهب الجشمي، وقال ابن الكلبي في كتاب - جمهرة

(1) تاريخ الخميس 2: 249.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»