أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٥٩
الرسول بزوجة جديدة، كما حدثت هي بنفسها عن أثر الغيرة عليها عندما بنى بأم سلمة (1) وزينب ومارية وغيرهن ممن يأتي ذكرهن في هذا الفصل.
تعقبها النبي صلى الله عليه وآله:
وتعقبها النبي كلما فقدته في ليالي نوبتها، فقد حدثت وقالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وآله فظننت أنه أتى بعض جواريه، فطلبته فإذا هو ساجد يقول:
رب اغفر لي (2). وقالت: فقدت النبي ذات ليلة، فظننت أنه ذاهب إلى بعض نسائه، فتحسست ثم رجعت فإذا هو راكع (3). وقالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وآله ذات ليلة من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهو يقول... الحديث (4).
وقالت: لما كانت ليلتي التي النبي صلى الله عليه وآله فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعها عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه، ثم اضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أني رقدت، فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه (*) رويدا فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع، فقام فأطال القيام، ثم رفع أجاف الباب: رده. (*)

إكمالها التاسعة من عمرها.
(1) راجع طبقات ابن سعد 948، وسير النبلاء 2 / 147 سيأتي ترجمة زينب ومارية، أما أم سلمة فان اسمها هند بنت أبي أمية سهيل زاد الركب بن المغيرة المخزومية، وأمها عاتكة بنت عامر، تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، وهاجر بها إلى الحبشة الهجرتين فولدت له هناك زينب ثم سلمة وعمرو ودرة، وحضر أبو سلمة أحدا فرمي بسهم ثم بقي بعد ذلك حتى انتفض الجرح ومات منه، فتزوجها الرسول بعده وتوفيت في عهد يزيد بن معاوية بعد قتل الحسين راجع ترجمتها في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وابن سعد 8 / 86 96.
(2) حدثت به هلال بن يساف. راجع مسند أحمد 6 / 147.
(3) حدثت به أبا مليكة. راجع مسند أحمد 6 / 151.
(4) حدثت به أبا هريرة. راجع مسند أحمد 6 / 201 وقريب منه حديثها لعبد الرحمن بن الأعرج 6 / 58.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»