فإن الحرب لا يبوخ ضرامها (*) ما دام حيا، إنهم اتخذوه قبلة.
وقال الطبري: ونادى علي أن اعقروا الجمل، فإنه إن عقر تفرقوا، فضربه رجل فسقط، فما سمعت صوتا أشد من عجيج الجمل.
وفي رواية أخرى لأبي مخنف (264): فلما رأى علي أن الموت عند الجمل، وأنه ما دام قائما فالحرب لا تطفأ، وضع سيفه على عاتقه، وعطف نحوه، وأمر أصحابه بذلك، ومشى نحوه والخطام مع بني ضبة، فاقتتلوا قتالا شديدا، واستحر القتل في بني ضبة، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وخلص علي في جماعة من النخع وهمدان (*) إلى الجمل، وقال لرجل من النخع اسمه " بجير ":
دونك الجمل يا بجير! فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع لجنبه، وضرب بجرانه الأرض وعج عجيجا لم يسمع بأشد منه، فما هو إلا أن صرع الجمل حتى فرت الرجال كما يطير الجراد في الريح الشديدة الهبوب، فنادى علي، اقطعوا أنساع الهودج، واحتملت عائشة بهودجها، وأمر بالجمل أن يحرق ثم يذرى في الريح، وقال: لعنه الله من دابة، فما أشبه بعجل بني إسرائيل، ثم قرأ:
" وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ".
رعاية أم المؤمنين:
ثم أمر علي محمد بن أبي بكر، فضرب عليها قبة، وقال: انظر هل وصل إليها شئ، فأدخل رأسه.
فقالت: من أنت؟