الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٤
النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن الزبعري، فقام أبو طالب ووضع سيفه على عاتقه ومشى معه حتى أتى القوم فلما رأوا أبا طالب قد أقبل جعل القوم ينهضون، فقال أبو طالب: والله لئن قام رجل لجللته بسيفي فقعدوا حتى دنا إليهم، فقال: يا بني من الفاعل بك هذا؟ فقال:
عبد الله بن الزبعرى. فأخذ أبو طالب فرثا ودما فلطخ به وجوههم ولحاهم وثيابهم وأساء لهم القول فنزلت هذه الآية: وهم ينهون عنه وينأون عنه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
يا عم! نزلت فيك آية. قال: وما هي؟ قال تمنع قريشا أن تؤذيني، وتأبى أن تؤمن بي.
فقال أبو طالب:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا إلى آخر الأبيات التي أسلفناها ج 7 ص 334، 352. فقالوا: يا رسول الله! هل تنفع نصرة أبي طالب؟ قال: نعم دفع عنه بذاك الغل، ولم يقرن مع الشياطين، ولم يدخل في جب الحيات والعقارب، إنما عذابه في نعلين من نار يغلي منهما دماغه في رأسه، وذلك أهون أهل النار عذابا. (1) قال الأميني: نزول هذه الآية في أبي طالب باطل لا يصح من شتى النواحي:
1 - إرسال حديثه بمن بين حبيب بن أبي ثابت وابن عباس، وكم وكم غير ثقة في أناس رووا عن ابن عباس ولعل هذا المجهول أحدهم.
2 - إن حبيب بن أبي ثابت إنفرد به ولم يروه أحد غيره ولا يمكن المتابعة على ما يرويه ولو فرضناه ثقة في نفسه بعد قول ابن حبان: إنه كان مدلسا. وقول العقيلي غمزه ابن عون وله عن عطاء أحاديث لا يتابع عليها. وقول القطان: له غير حديث عن عطاء لا يتابع عليه وليست بمحفوظة. وقول الآجري عن أبي داود: ليس لحبيب عن عاصم بن ضمرة شئ يصح، وقول ابن خزيمة: كان مدلسا (2).
ونحن لا نناقش في السند بمكان سفيان الثوري، ولا نؤاخذه بقول من قال: إنه يدلس ويكتب عن الكذابين (3)

(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... المقدمة 13 المقدمة 14 1 2 3 4 5 6 7 8 9 ... » »»