الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٣٥٥
من أبواب الصدقة منك على نفسك (1) وفي هذه الأحاديث تقرير الأغنياء وأهل الدثور والأموال على أحوالهم المنوطة بالوفر المخصوص بهم واليسار الممنوح لهم وإنه ليس منهم، وذكر الصدقة من فضول أموال المثرين، والتأسف على ما يفوت الفقراء من صدقاتهم بالأموال فرضا وتطوعا، وأين يثبت الاشتراكي مالا لأحد فيثبت له فضولا؟ ومتى يرى في العالم غنيا غير غاصب؟
وأنى يبقى موضوعا للصلات والصدقات وفروض الانسانية؟ لكن روايات أبي ذر تثبت كل ذلك.
6 أمرني خليلي صلى الله عليه وآله بسبع أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي.
وفي لفظ: أوصاني حبي بخمس: أرحم المساكين وأجالسهم وأنظر إلى من هو تحتي ولا أنظر إلى من هو فوقي (2).
ومما لا غبار عليه إن المراد من الدون والتحت في الحديثين: من هو دونه في المال ليشكر الله سبحانه على تفضيله عليهم، ولا ينظر إلى من فوقه لئلا يشغله الاستياء أو الحسد على تفضيل غيره عليه عن الذكر والشكر والنشاط في العبادة، وأما الأعمال والطاعات والملكات الفاضلة، فينبغي للانسان أن ينظر إلى من هو فوقه فيها ليتنشط على مثل عمله فيتحرى شأوه، ولا ينظر إلى من هو دونه فيفتر عن العمل ويقعد عن اكتساب الفضائل والفواضل، وربما داخله العجب.
ففي الحديثين إثبات المالية والتفاضل فيها بالرغم من المبدأ الشيوعي.
7 ليس من فرس عربي إلا يؤذن له مع كل فجر يدعو بدعوتين يقول: اللهم خولتني من خولتني من بني آدم فاجعلني من أحب أهله وماله إليه. أو: أحب أهله وماله إليه (3).
نحن لا نحتج هنا بدعوة الفرس ورأيه لكن بما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله من إلهام

(١) مسند أحمد ٥: ١٥٤، ١٦٧، ١٧٨، صحيح مسلم ٣: ٨٢، سنن البيهقي 4: 188.
(2) مسند أحمد 5: 159، 173، حلية أبي نعيم 1: 160.
(3) مسند أحمد 5: 170.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»