على نفسه وعلى الأمة المرحومة من يومه وهلم جرا.
قال أبو عمر: دخل شبل بن خالد على عثمان رضي الله عنه حين لم يكن عنده غير أموي فقال: ما لكم يا معشر قريش؟ أما فيكم صغير تريدون. أن ينبل؟ أو فقير تريدون غناه؟ أو خامل تريدون التنويه باسمه؟ علام أقطعتم هذا الأشعري يعني أبا موسى العراق يأكلها هضما؟ فقال عثمان: ومن لها؟ فأشاروا بعبد الله (1) بن عامر وهو ابن ستة عشر سنة (2) فولاه حينئذ.
وكان هؤلاء الأغلمة لا يبالي أحدهم بما يفعل، ولا يكترث لما يقول، والخليفة لا يصيخ إلى شكاية المشتكي، ولا يعي عذل أي عاذل، ومن أولئك الأغلمة والي الكوفة سعيد بن العاص ذاك الشاب المترف، كان يقول كما مر في ص 270 على صهوة المنبر إن السواد بستان لأغلمة من قريش.
وهؤلاء الأغلمة هم الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله: إن فساد أمتي على يدي غلمة سفهاء من قريش. (3) وبقوله صلى الله عليه وآله: هلاك هذه الأمة على يد أغيلمة من قريش. (4) وأولئك السفهاء الأمراء هم المعنيون بقوله صلى الله عليه وآله لكعب بن عجزة: أعاذك الله يا كعب! من إمارة السفهاء. قال: وما إمارة السفهاء يا رسول الله؟ قال: أمراء يكونون بعدي لا يهدون بهديي ولا يستنون بسنتي. الحديث مر في صفحة 256.
وأولئك هم المعنيون بقوله صلى الله عليه وآله: إسمعوا هل سمعتم؟ إنه سيكون بعدي