الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٢٤٩
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمرو (1) إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة فأنزل الله: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة. يعني الحكم وولده.
وفي لفظ: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام إن ولد الحكم بن أمية يتداولون منبره كما يتداولون الصبيان الكرة فساءه ذلك.
وفي لفظ للحاكم والبيهقي في الدلائل وابن عساكر وأبي يعلى من طريق أبي هريرة:
إني أريت في منامي كأن بني الحكم بن العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة.
فما رؤي النبي مستجمعا ضاحكا حتى توفي.
(مصادر ما رويناه) تفسير الطبري 15: 77، تاريخ الطبري 11: 6 35، مستدرك الحاكم 4: 48، تاريخ الخطيب 8: 28 و ج 9: 44، تفسير النيسابوري هامش الطبراني 15: 55، تفسير القرطبي 10: 283، 286، النزاع والتخاصم للمقريزي ص 52، أسد الغابة 3: 14 من طريق الترمذي، م تطهير الجنان لابن حجر هامش الصواعق ص 148 فقال: رجاله رجال الصحيح إلا واحدا فثقة] الخصايص الكبرى 2: 118، الدر المنثور 4: 191، كنز العمال 6: 90، تفسير الخازن 3: 177، تفسير الشوكاني 3: 230، 231، تفسير الآلوسي 15: 107 فقال الآلوسي:
ومعنى جعل ذلك فتنة للناس جعله بلاء لهم ومختبرا، وبذلك فسره ابن المسيب و كان هذا بالنسبة إلى خلفائهم الذين فعلوا ما فعلوا، وعدلوا عن سنن الحق وما عدلوا وما بعده بالنسبة إلى ما عدا خلفاءهم منهم ممن كان عندهم عاملا وللخبائث عاملا، أو ممن كان أعوانهم كيف ما كان، ويحتمل أن يكون المراد: ما جعلنا خلافتهم وما جعلنا أنفسهم إلا فتنة، وفيه من المبالغة في ذمهم ما فيه، وجعل ضمير " نخوفهم " على هذا لما كان له أولادا أو شجرة باعتبار أن المراد بها بنو أمية، ولعنهم لما صدر منهم من استباحة الدماء المعصومة، والفروج المحصنة، وأخذ الأموال من غير حلها، ومنع الحقوق عن أهلها، وتبديل الأحكام، والحكم بغير ما أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام، إلى غير ذلك من القبايح العظام والمخازي الجسام التي لا تكاد

(1) وفي بعض المصادر: ابن عمر.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»