الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٤٠
وغدا ابن ذي يزن ببعثك مؤمنا (1) سرا ليشهد جدك الديان شرح الإله الصدر منك لأربع (2) فرأى الملائك حولك الأخوان وحييت في خمس بظل غمامة * لك في الهواجر جرمها صيوان ومررت في سبع بدير فانحنى * منه الجدار وأسلم المطران وكذاك في خمس وعشرين انثنى * نسطور منك وقلبه ملآن حتى كملت الأربعين وأشرقت * شمس النبوة وانجلى التبيان 15 فرمت رجوم النيرات رجيمها * وتساقطت من خوفك الأوثان والأرض فاحت بالسلام عليك * والأشجار والأحجار والكثبان وأتت مفاتيح الكنوز بأسرها * فنهاك عنها الزهد والعرفان ونظرت خلفك كالإمام بخاتم * أضحى لديه الشك وهو عيان وغدت لك الأرض البسيطة مسجدا * فالكل منها للصلاة مكان 20 ونصرت بالرعب الشديد على العدى * ولك الملائك في الوغى أعوان وسعى إليك فتى (3) سلام مسلما * طوعا وجاء مسلما سلمان وغدت تكلمك الأباعر والظبي * والضب والثعبان والسرحان والجزع حن إلى علاك مسلما * وببطن كفك سبح الصوان (4) وهوى إليك العذق ثم رددته * في نخلة تزهى به وتزان 25 والدوحتان وقد دعوت فاقبلا * حتى تلاقت منهما الأغصان وشكا إليك الجيش من ظمأ به * فتفجرت بالماء منك بنان ورددت عين قتادة من بعد ما * ذهبت فلم ينظر بها إنسان وحكى ذراع الشاة مودع سمه * حتى كأن العضو منه لسان

(1) سيف بن ذي يزن الحميري له بشارة بالنبي الأعظم أخرج حديثها الحافظ أبو بكر الخرائطي في كتابه " هواتف الجان " وحكى عنه جمع من الحفاظ والمؤرخين في تآليفهم.
(2) في هذا البيت وما يليه من الأبيات إشارة إلى قضايا من دلائل النبوة توجد جمعاء في كتب الدلائل والسيرة النبوية ومعاجم التاريخ.
(3) هو عبد الله بن سلام يوجد حديث إسلامه في سيرة ابن هشام 2 ص 138.
(4) الصوان جمع الصوانة: حجر شديد يقدح به.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»