جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ٤ - الصفحة ١
كتاب الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء، وتفرد بالقدم والبقاء، فطر السماوات العلى فملأهن من الملائكة أطوارا، منهم سجود لا يركعون وركوع لا ينتصبون وصافون لا يتزايلون ومسبحون لا يسأمون، فامرهم لادم بالسجود عظامة، وبالخضوع له كرامة، فجعل النسل من ذريته واصطفى الأنبياء من ولده إلى أن بعث خيرة خلقه، فانزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه وسراجا لا يخبو توقده، وبحرا لا يدرك قعره، وأمره بإقامة الصلاة والاصطبار عليها، وجعل قرة عينه فيها، فإنها رأس الدين وعموده، وأساسه وبنيانه، تكون للمؤمنين مصعدا ومعراجا وللأعمال ميزانا ومعيارا، وللعبودية محققا ومصدقا، مقربة للأتقياء، مبعدة عن الفحشاء، مطهرة عن الخطايا، قد عرف حقها رجال من المؤمنين، الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع، ولا ولد ولا مال، ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة ايمان واخلاص، واذعان وايقان، وأن محمدا عبده ونجيبه، وسفير وحيه ورسول رحمته، والصلاة والسلام عليه وعلى آله الذين هم موضع سره، ولجأ امره، وعيبة علمه، لا سيما حجة الله في ارضه وخليفته في بلاده، والداعي إلى سبيله اللهم انصره واجعلنا من أعوانه وأنصاره.
(١)