النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٤٦٨
على أصحابه عشرة آلاف صخرة في يوم يرمونها بها، فحاصروهم بقية المحرم وصفر وشهري ربيع يغدون على القتال ويروحون حتى جاءهم موت طاغيتهم يزيد، وكانت المجانيق أصابت البيت الحرام فهدمته مع الحريق الذي أصابه (715).
وفظائع يزيد من أول عمره إلى انتهاء أمره أكثر من أن تحويها الدفاتر، أو تحصيها الأقلام والمحابر، وقد شوهت وجه التاريخ، وسودت صحائف السير، وكان أبوه معاوية يرى كلابه وقروده، وصقوره وفهوده، ويطلع على خموره وفجوره، ويشاهد الفظائع من أموره، ويعاين لعبه مع الغواني ويعرف لؤمه وخبثه بكل المعاني. ويعلم أنه ممن لا يؤتمن على نقير، ولا يولى أمر قطمير، فكيف رفعه والحال هذه إلى أوج الخلافة عن رسول الله؟!
وأحله عرش الملك وإمامة المسلمين؟! وملكه رقاب الأمة؟! فغشها بذلك (716) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله (فيما أخرجه البخاري من الورقة الأولى من كتاب الأحكام ص 155 من الجزء 4 من صحيحه): " ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة " أه‍. (1) وقال صلى الله عليه وآله (فيما أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي بكر في الصفحة السادسة من الجزء

(٧١٥) شهداء الفضيلة للأميني ص ١٩١، مقتل الحسين للمقرم ص ٨ و ١٢، الإمامة والسياسة لابن قتيبة، الفصول المهمة لشرف الدين ص ١١٨، روح المعاني للآلوسي ج ٦ / ٧٣ تفسير آية، (فهل عسيتم أن توليتم) رسائل الجاحظ ص ٢٩٨، الرسالة الحادي عشر في بني أمية.
(٧١٦) الفصول المهمة لشرف الدين ص ١١٨، الغدير ج ٣ / 260.
(1) وأخرجه مسلم في باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته ص 67 من ج 1 من صحيحه (منه قدس).
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»