رسول الله صلى الله عليه وآله زفاف العروس (26) والنبي صلى الله عليه وآله ثمة لقي بين أولئك المولهين والمولهات من الطيبين والطيبات، فما وسع أمير المؤمنين عليه السلام حينئذ إلا التمثيل بقول القائل؟
وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا * ويطغون لما غال زيدا غوائل (27) - وكان عليه السلام على علم من تصميم القوم على صرف الأمر عنه، وأنه لو نازعهم فيه لنازعوه، ولو قاتلهم عليه لقاتلوه، وأن ذلك يوجب التغرير في الدين والخطر بالأمة، فاختار الكف احتياطا على الإسلام، وإيثارا للصالح العام، وتقديما للأهم على المهم، عهد معهود من رسول الله صلى الله عليه وآله. صبر أمير المؤمنين على تنفيذه وفي العين قذى، وفي الحلق شجى (1). نعم قعد في بيته ساخطا مما فعلوه، حتى أخرجوه كرها (28) احتفاظا بحقه المعهود به إليه