النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٠
رسول الله صلى الله عليه وآله زفاف العروس (26) والنبي صلى الله عليه وآله ثمة لقي بين أولئك المولهين والمولهات من الطيبين والطيبات، فما وسع أمير المؤمنين عليه السلام حينئذ إلا التمثيل بقول القائل؟
وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا * ويطغون لما غال زيدا غوائل (27) - وكان عليه السلام على علم من تصميم القوم على صرف الأمر عنه، وأنه لو نازعهم فيه لنازعوه، ولو قاتلهم عليه لقاتلوه، وأن ذلك يوجب التغرير في الدين والخطر بالأمة، فاختار الكف احتياطا على الإسلام، وإيثارا للصالح العام، وتقديما للأهم على المهم، عهد معهود من رسول الله صلى الله عليه وآله. صبر أمير المؤمنين على تنفيذه وفي العين قذى، وفي الحلق شجى (1). نعم قعد في بيته ساخطا مما فعلوه، حتى أخرجوه كرها (28) احتفاظا بحقه المعهود به إليه

(٢٦) نص على زفافه الزبير بن بكار في الموفقيات كما في ص ٨ من المجلد الثاني من شرح النهج (منه قدس). و ج ٦ / ١٩ ط مصر بتحقيق أبو الفضل.
(٢٧) نقل تمثله بهذا البيت أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب - السقيفة - كما في ص ٥ من المجلد الثاني من شرح النهج الحميدي (منه قدس).
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٦ / ١٤ بتحقيق أبو الفضل.
(١) وتفصيل هذه الأمور كلها في رسالتنا - فلسفة الميثاق والولاية - وحسبك المراجعة ٨٢ و ٨٤ من كتابنا - المراجعات - فإن فيهما من التفصيل ما يثلج الغليل.
وكذلك التنبيه المعقود في الفصل الثامن من - فصولنا المهمة - فراجع (منه قدس).
(٢٨) أخرج أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة - كما في ص ١٩ من المجلد الثاني من شرح النهج الحميدي - عن الشعبي حديثا قال فيه: فانطلق عمر وخالد بن الوليد إلى بيت فاطمة فدخل عمر ووقف خالد على الباب، فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ قال: أعددته لأبايع عليا. قال وكان في البيت ناس كثير منهم المقداد وجمهور الهاشميين، فاخترط عمر السيف وضرب به صخرة في البيت فكسره ثم أخرجوا الزبير إلى خالد ومن معه، وكان معه جمع كثير أرسلهم أبو بكر ردءا لعمر وخالد، ثم قال عمر لعلي: قم فبايع. فتلكأ واحتبس، فأخذ بيده فقال: قم، فأبى فحملوه ودفعوه إلى خالد كما دفعوا الزبير وساقهما عمر ومن معه من الرجال سوقا عنيفا، واجتمع الناس ينظرون، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال، فلما رأت فاطمة ما صنع عمر صرخت وولولت، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن، فخرجت إلى باب حجرتها ونادت: يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله. والله لا أكلم عمر حتى ألقي الله، (الحديث)، ومن استقصى ما كان منهم يومئذ تجلت له الحقيقة في قول أبي بكر عند موته: وددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة ولو أغلق على حرب.
وأخرج أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة أيضا من حديث أبي لهيعة عن أبي الأسود: أن عمر وأصحابه اقتحموا الدار وفاطمة تصيح وتناشدهم الله، وأخرجوا عليا والزبير يسوقهما عمر سوقا، وأخرج أبو بكر الجوهري: أن عمر جاء إلى بيت فاطمة في رجال من الأنصار ونفر قليل من المهاجرين، فقال: والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم، فخرج إليه الزبير مصلتا بالسيف، فاجتمعوا عليه حتى ندر السيف من يده، فضرب به عمر الحجر فكسره، ثم أخرجهم بتلابيبهم يسوقهم سوقا عنيفا. (الحديث)، فراجعه في ص 19 من المجلد الثاني من شرح النهج، وكل ما ذكرناه هنا تجده هناك (منه قدس).
إخراج الإمام أمير المؤمنين (ع) كرها لأجل البيعة:
راجع: العقد الفريد ج 4 / 335 ط لجنة التأليف والنشر في مصر و ج 2 / 285 ط آخر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 / 415 ط أفست بيروت و ج 6 / 11 و 48 ط مصر بتحقيق أبو الفضل.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 24 25 26 ... » »»