مدفوع مع ذلك إلى تردد جيرتي وتلدد بلدتي وذلك أنى إذا استبنت التقصير خجلت، وإذا اعتراني الخجل قصرت، وتلك خطة لا يجد القلم معها تمالكا ولا الخاطر عندها تماسكا فأعدل إلى معاينة المقدار، وأتجاوز في تعنيفه المقدار وأقف في التشوير بين الباب والدار هذا:
أما أنا فكما علمت فكيف أنت وكيف حالك * يضحى ادكارك مؤنسي ويبيت في عيني خيالك بل لا كيف بان الثناء بحمد الله ذايع، والخير في الأطراف شايع بانتظام الأمور لديه، وإلقاء المآرب مقاليدها إليه.
ابن الجوزي (1) أبو الفرج الواعظ كان صنيع العبارة بديع الإشارة.
أبو نزار (2) محمد بن حماد بن المبارك بن محمد بن حنان بن المحرزي الأزجى الشيباني أديب فاضل متطرف كان مشغوفا بالجمع والتصنيف له أبيات في مدح الاثني عشر مع النبي صلى الله عليه وآله.
وقال محمد بن إسماعيل الصائغ:
وما ينفع الآداب والعلم والحجى * وصاحبها عند الكمال يموت كما مات لقمان الحكيم وغيره * وكلهم تحت التراب صموت فقال أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى السقطي البغدادي:
بلى أثر يبقى له بعد موته * وذخر له في الحشر ليس يفوت وما يستوى المنطيق ذو العلم والحجى * وأخرس بين الناطقين صموت