بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٢ - الصفحة ١٩٥
النجاشي (1) وكتاب رجال معالم العلماء لابن شهرآشوب (2) وكتاب فهرس الشيخ منتجب الدين (3) إلى غير ذلك من كتب الرجال.

(١) تأليف أبو العباس أحمد بن علي بن العباس النجاشي وقد طبع في بلدة بمبئي في سنة ١٣١٧.
(٢) تأليف الشيخ رشيد الدين أبى جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المتوفى سنة ٥٨٨ وقد طبع في طهران سنة ١٣٥٣.
(٣) تأليف الشيخ منتجب الدين موفق الاسلام أبى الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن ابن الحسين بن بابويه ونسخته مخطوطة موجودة في مكتبة العلامة المرعشي النجفي مد ظله العالي وفى الروضات ص ٣٨٩ - الشيخ منتجب الدين أبو الحسن علي بن الشيخ أبى القاسم عبيد الله بن الشيخ أبى محمد بن الحسن الملقب بحسنكا الرازي ابن الحسن بن الحسين بن علي بن موسى بن بابويه القمي، قال صاحب رياض العلماء بعد ما ساق نسبه بهذه النسبة:
كان بحرا من العلوم لا ينزف وهو الشيخ السعيد الفاضل العالم الفقيه المحدث الكامل شيخ الأصحاب الذي يعرف بالشيخ منتجب الدين صاحب كتاب الفهرس وكان يعرف جده بحسنكيا وتارة بحسنكا بالتخفيف لان كا مخفف كيا بفتح الكاف وهو لفظ يستعمل في مقام التعظيم بلغت دار المرز كقولهم كيا بزرگ آميد والظاهر أنه بمعنى المدبر والكد خدا ولعله من لغة أهل الروم في قولهم كهيا فلاحظ.
وكان معاصرا لابن شهرآشوب المازندراني ويروى عن الشيخ الطبرسي والشيخ أبى الفتوح الرازي وعن خلق كثير من علماء العامة والخاصة كما ذكره في ترجمة العلماء المذكورين في فهرسته وقد عمر أزيد من ثمانين سنة وهو من أولاد أخي شيخنا الصدوق ره وكان الصدوق عمه الاعلى.
وقال شيخنا الشهيد الثاني في شرح الدراية عند ذكره لهذا الرجل: وكان هذا الشيخ كثير الرواية واسع الطرق عن آبائه وأقاربه واسلافه ويروى عن ابن عمه الشيخ بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه بغير واسطة عن الشيخ أبى جعفر الطوسي وكان حسن الضبط كثير الرواية عن مشايخ عديدة.
ومن جملة من تلمذ عنده من علماء العامة الامام الرافعي الشافعي المعروف وقد ذكره في كتابه المسمى بالتدوين في تاريخ قزوين على ما حكاه الآقا رضى القزويني في كتابه ضيافة الاخوان بهذه الصورة: الشيخ علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه شيخ ريان من علم الحديث سماعا وضبطا وحفظا وجمعا يكتب ما يجد ويسمع ممن يجد ويقل من يدانيه في هذه الاعصار في كثرة الجمع والسماع ثم بعد ذلك تفصيل مشايخه وإجازاتهم له في سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين وخمسمأة ذكر في جملة تصانيفه كتاب الأربعين ثم قال: وقد قرأته عليه بالري سنة ٥٨٤ ثم ذكر في آخر نقل أحواله ولادته في سنة ٥٠٤ ووفاته بعد ٥٨٥ ثم ختم الكلام بقوله: ولئن اطلت عند ذكره بهذه الإطالة فقد كثر انتفاعي بمكتوباته وتعاليقه فقضيت بعض حقه بإشاعة ذكره وأحواله.
ومن جملة ما ذكره أيضا في طي ترجمته إياه انه ينسب إلى التشيع وقد كان ذلك في آبائه وأصلهم من قم لكني وجدت الشيخ بعيدا منه وكان يتتبع فضائل الصحابة ويؤثر روايتها ويبالغ في تعظيم الخلفاء الراشدين قال الآقا رضى عند بلوغه إلى هذا الموضع:
ويظهر منه ان هذا الشيخ كان يتقى منه ومن أمثاله ويخفى عنهم تصانيفه التي تدل على عقيدته.
ويؤيد ذلك ما ذكره أيضا في تعداد تصانيفه انه كان يسود تاريخا كبيرا فلم يقض له نقله إلى البياض وأظن أن مسودته ضاعت بموته فيمكن أن يكون التاريخ المذكور كتابه الذي ذكر فيه أحوال علماء الشيعة كما مر أو تصنيفا آخر مثله لم يطلع صاحب التدوين على شئ منهما كذا قاله صاحب ضيافة الاخوان المذكور.
أقول: والظاهر أنه غيرهما كيف وكتاب الفهرس رسالة مختصرة فما أورده في مقام التائيد غير مؤيد، نعم سيجيئ ما يؤيد ذلك في الجملة على نقله من عبارة آخر الأربعين فلاحظ وأما تشيعه فهو أظهر من الشمس وأبين من الأمس انتهى.
وقال صاحب أمل الآمل في ص ٦٧ (٤٨٨) في ترجمته هكذا: الشيخ الجليل على ابن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمي كان فاضلا عالما ثقة صدوقا محدثا حافظا راوية علامة له كتاب الفهرست في ذكر المشايخ المعاصرين للشيخ الطوسي والمتأخرين إلى زمانه نقلنا كل ما فيه في هذا الكتاب يرويه عنه محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني لكنه لم يشتمل الا على أسماء قليلة وكان في ترتيبه تشويش كثير وأسماء كثيرة في غير بابها فرتبته أحسن ترتيب كما فعله ابن داود وميرزا محمد في ترتيب الرجال المتقدمين ونقلت باقي الأسماء من مؤلفات من تأخر عنه وإجازاتهم ومن أفواه المشايخ وغير ذلك وله أيضا كتاب الأربعين عن الأربعين من الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وغير ذلك انتهى.
وقد ذكر نفسه في أول الفهرس أن السيد أبا القاسم يحيى الذي ألف الفهرس له قد عرض عليه كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام تصنيف شيخ الأصحاب أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيشابوري ره وكان يتعجب منه إلى أن قال وجمع الأربعين ثانيا إلى آخر ما ذكره.
وقال أيضا صاحب رياض العلماء: وذكر قدس سره أيضا في آخر الفهرس على ما وجدناه في طائفة من نسخة أربعين حديثا في فضائل علي عليه السلام وأربع عشر حكاية في معجزاته صلوات الله عليه أيضا والحق أنه غير كتاب الأربعين كما سيظهر من مطاوي ما سننقله أيضا ثم أقول: أما كتاب الفهرس التي مر والإشارة إليه فقد اشتهر وتداول بين الناس ورأيت في تبريز نسخة منه بخط بعض الأفاضل ولعله المولى محمد رضا المشهدي تلميذ الشيخ البهائي وقد نقلت عن نسخة والد البهائي وقوبلت نسخة والد البهائي بنسخ عديدة منها نسخة الشيخ الشهيد ره وكان لها اختلاف مع النسخ المشهورة ورأيت أيضا في آخر بعض نسخة اثنتي عشرة قاعده بل حكاية فلاحظ.
وأما كتاب الأربعين فهو أيضا مشهور وقد رأيت في أردبيل منه نسخة بخط الشيخ محمد بن الشهير بالجبائي وهو قد كتبها من خط الشهيد الثاني وهو كتبها من خط الشيخ برهان الدين محمد بن محمد بن علي الحمداني تلميذ المؤلف وهو كتبها من خطه.
وهذا الكتاب أربعون حديثا عن أربعين شيخا عن أربعين صحابيا من أربعين كتابا وقد أضاف في آخر كتاب الأربعين أربع عشر حكاية غريبة في شأن مولانا على ومعجزاته.
قلت: وكانت عندي نسخة كتاب الأربعين المذكور مع كتاب حكاياته الأربع عشرة بخط شيخنا الشهيد الثاني ره في ضمن رسائل ومقالات أخر كلها بخطه المعروف لدى قال وقد روى كتاب فهرسه جماعة من العلماء ووجد بخط جماعة من العلماء أيضا ومن ذلك ما وجد بخط السيد الإمام غياث الدين بن طاوس الحسيني عن الخواجة نصير الدين الطوسي عن محمد بن علي الحمداني القزويني عن المصنف.
واعلم أن هذا الشيخ كثير الرواية عن المشايخ جدا بحيث يزيد على مائة شيخ بل يعصر حصرهم وجمعهم وايرادهم في هذا المقام كما يظهر عند الفحص الكامل من مروياته و كتبه ولا سيما كتابه الفهرس وكتاب الأربعين ومن مؤلفاته أيضا رسالة في مسألة أداء الفريضة لمن كان عليه قضاء الصلاة وهي من أحسن الرسائل في هذا المعنى وقد رأيتها باصهبان عند الفاضل الهندي فلاحظ انتهى كلام الرياض.
وكان معظم قرائته بأصبهان على علمائها الأعيان في ذلك الزمان مثل محمد بن حامد ابن أبي القاسم الطويل القصاب وأبى محمد عبد الله بن علي بن المقرى وأبى سعد محمد بن الهيثم بن محمد وأبى شكر محمد بن عبد الله المستوفى وأبى المفتوح مبشر بن أحمد بن محمود الصحاف وأبى الحسن علي بن أحمد بن محمد اللباد وأبى بكر محمد ابن أحمد بن عمر الباغبان وأبى الحسين محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر بن يونس الأصبهاني وغيرهم الجم الغفير من علماء أهل السنة.
ومن جملة من قرء عليه من علماء الشيعة هو السيد أبو الحسين علي بن القاسم بن الرضا العلوي الحسيني والسيد المرتضى السعيد شرف الدين أبو الفضل محمد بن علي بن محمد بن المطهر والسيد أبو تراب المرتضى بن الداعي ابن القاسم الحسيني صاحب كتاب الملل والنحل (الموسوم به تبصرة العوام) وأخوه السيد أبو حرب المجتبى بن الداعي والسيد أبو علي شرف بن عبد المطلب بن جعفر الحسيني الأفطسي الأصبهاني والشيخ الثقة الاجل أبو المكارم هبة الله بن داود بن محمد الأصبهاني وهو الذي يروى عنه كتاب المطالب في مناقب آل أبي طالب السيد الفاضل المحدث النسابة بدران بن أبي الفتح العلوي الحسنى الموسوي الأصبهاني الملقب نجم الدين وينتهى رواية كتاب مجموع شيخنا المسعود ورام ابن أبي الفراس المالكي أيضا إلى الشيخ منتجب الدين المذكور من غير واسطة بينه وبين مؤلفه المبرور فليلاحظ.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست