عقوبته ومغفرته، سيدي لم أزدد إليك إلا فقرا، ولم تزدد عني إلا غنى، ولم تزدد ذنوبي إلا كثرة، ولم يزدد عفوك إلا سعة، سيدي، ارحم تضرعي إليك وانتصابي بين يديك، وطلبي ما لديك، توبة فيما بيني وبينك سيدي متعوذا بك متضرعا إليك بائسا فقيرا تائبا غير مستنكف ولا مستكبر، ولا مستسخط بل مستسلم لأمرك راض بقضائك، لا آيس من روحك، ولا آمن من مكرك ولا قانط من رحمتك سيدي بل مشفق من عذابك، راج لرحمتك لعلمي بك يا سيدي ومولاي، فإنه لن يجيرني منك أحد ولا أجد من دونك ملتحدا.
اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في رامقة العيون علانيتي، وتفتح فيما أخلو لك سريرتي، محافظا على رئاء الناس من نفسي، مضيعا ما أنت مطلع عليه منى فأبدى لك بأحسن أمرى، وأخلو لك بشر فعلى تقربا إلى المخلوقين بحسناتي، وفرارا منهم إليك بسيئاتي حتى كأن الثواب ليس منك وكأن العقاب ليس إليك قسوة من مخافتك من قلبي وزللا عن قدرتك من جهلي فيحل بي غضبك وينالني مقتك فأعذني من ذلك كله، وقني بوقايتك التي وقيت بها عبادك الصالحين.
اللهم تقبل مني ما كان صالحا، وأصلح مني ما كان فاسدا، ولا تسلط على من لا يرحمني ولا باغيا ولا حاسدا، اللهم أذهب عني كل هم، وفرج عنى كل غم وثبتني في كل مقام واهدني في كل سبيل من سبل الحق، وحط عني كل خطيئة وأنقذني من كل هلكة وبلية، وعافني أبدا ما أبقيتني واغفر لي إذا توفيتني، ولقنى روحا و ريحانا وجنة نعيم، أبد الابدين، يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين (1).
ومن أدعية يوم عرفة ما رويناه باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري باسناده إلى إياس بن سلمة ابن الأكوع عن أبيه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال: سمعته يدعو في يوم عرفة في الموقف بهذا الدعاء فنسخته:
تقول إذا زالت الشمس من يوم عرفة وأنت بها، تصلي الظهر والعصر، ثم ائت الموقف وكبر الله مائة مرة، واحمده مائة مرة وسبحه مائة مرة وهلله مائة مرة