رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ٣٣٠
والرحم ان يكون هو المقتول بالطف فقال بمصرعي منك وما ركدي من الدنيا الا فراقها الا أخبرك يا ابن عباس بحديث أمير المؤمنين والدنيا فقال له بلى لعمري انى لأحب ان تحدثني بأمرها فقال أبى قال على ابن الحسين عليه السلام سمعت أبا عبد الله يقول حدثني أمير المؤمنين قال انى كنت بفدك في بعض حيطانها وقد صارت لفاطمة عليه السلام قال فإذا انا بأمره قد فحمت على وفى يدي مسحاة وانا اعمل بها فلما نظرت إليها طاير قلبي مما تداخلني من جمالها فشبهتها ببينة بنت عامر الجمحي وكانت من نساء أجمل قريش فقالت يا ابن أبي طالب هل لك ان تتزوج لي فأغنيك عن هذه المسحاة وادلك على خزائن الأرض فيكون لك الملك ما بقيت ولعقبك من بعدك فقال لها علي عليه السلام من أنت حتى أخطبك من أهلك فقالت انا الدنيا قال لهما فارجعي واطلبي زوجا غيري وأقبلت على مسحاتي وأنشأت أقول لقد خاب من غرته دنيا دنية وما هي ان عزت قرونا بتائل * اتتنا على ذي العزيز وثبنية * وزينتها في مثل تلك الشمائل فقلت لها غرى سواي فإنني * عروف عن الدنيا ولست بجاهل * وما انا والدنيا فان محمدا أهل صريعا بين تلك الجنادل * وهبها اتتنى بالكنوز وردها * وأموال قارون وملك القبائل أليس جميعا للفناء مصيرها * ويطلب من خزانها بالطوائل * فغري سواي انني غير راغب بما فيك من ملك وعز ونائل * فقد قنعت نفسي بما قد رزقته * فشانك يا دنيا وأهل الغوائل فانى أخاف الله يوم لقائه * واخشى غدايا دائما غير زائل * فخرج من الدنيا وليس في عتقه تبعة لاحد حتى لقى الله محمودا غير ملوم ولا مذموم ثم اقتدت به الأئمة من بعده بما قد بلغكم لي يتلظحوا بشئ من بوائقها عليهم السلام أجمعين وأحسن مثواهم وقد وجهت إليك بمكارم الدنيا والآخرة وعن الصادق عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله فان أنت عملت بما نصحت لك في كتابي هذا ثم كانت عليك من الذنوب والخطايا كمثل اوزان الجبال وأمواج البحار رجوت الله ان يتجاوز عنك عج بقدرته يا عبد الله إياك ان نخيف مؤمنا فان
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 » »»
الفهرست