بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٠٩
قال: ثم أزم طويلا ساكنا ثم قال:
من كان له مال فإياه والفساد! فإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف، وهو ذكر لصاحبه في الناس ويضعه عند الله، ولم يضع رجل ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم وكان لغيره ودهم، فإن بقي معه من يوده ويظهر له البشر فإنما هو ملق وكذب، وإنما ينوي أن ينال من صاحبه مثل الذي كان يأتي إليه من قبل، فإن زلت بصاحبه النعل فاحتاج إلى معونته ومكافأته فشر خليل وألأم خدين.
ومن صنع المعروف فيما آتاه الله، فليصل به القرابة، وليحسن فيه الضيافة، وليفك به العاني، وليعن به الغارم وابن السبيل والفقراء والمهاجرين، وليصبر نفسه على النوائب والخطوب (1) فإن الفوز بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة.
986 - نهج: [و] قال عليه السلام في خطبة [له]:
فأين يتاه بكم؟! بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم؟! وهم أزمة الحق وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم العطاش.
أيها الناس! خذوها من خاتم النبيين صلى الله عليه وآله إنه يموت من يموت منا وليس بميت ويبلى من بلي منا وليس ببال، فلا تقولوا بما لا تعرفون، فإن أكثر الحق فيما تنكرون، واعذروا من لا حجة لكم عليه وأنا هو، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر؟ وركزت فيكم راية الإيمان، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام، وألبستكم العافية من عدلي، وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي، وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي؟ فلا تستعملوا

(1) هذا هو الظاهر الوارد في غير واحد من مصادر الكلام، وفي طبع الكمباني من البحار: على الثواب والحقوق... والنوائب جمع النائبة: العويصة الطارئة في أيام الحياة.
986 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار: (85) من كتاب نهج البلاغة.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395