الأحنف أن عليا عليه السلام كان يأذن لبني هاشم وكان يأذن لي معهم قال:
فلما كتب إليه معاوية إن كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة. فاستشار بني هاشم فقال له رجل منهم انزح هذا الاسم الذي نزحه الله. قال: فإن كفار قريش لما كان بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبينهم ما كان وكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله أهل مكة كرهوا ذلك وقالوا: لو نعلم أنك لرسول الله ما منعناك أن تطوف بالبيت قال: فكيف إذا قالوا: أكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله أهل مكة فرضي. [قال الأحنف:] فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة وقلت لعلي: أيها الرجل والله مالك ما قال رسول الله إنا ما حابيناك في بيعتنا ولو نعلم أحدا في الأرض اليوم أحق بهذا الامر منك لبايعناه ولقاتلناك معه أقسم بالله إن محوت عنك هذا الاسم الذي دعوت الناس إليه وبايعتهم عليه لا نرجع إليه أبدا.
بيان: انزح هذا الاسم من باب الافعال أي بعد أو على بناء المجرد من نزح البئر يقال: نزحتني أي أنفدت ما عندي ولعله كان هذا القبيح من القول للتضجر من اضطراب الامر.
وقراءته بصيغة الماضي على الاستفهام الانكاري فيكون المرفوع في الأول والمنصوب في الثاني راجعين إلى معاوية بعيدة.
ويمكن أن يكون بالباء الموحدة والراء المهملة (1) أي عظمه وأكرمه أو بالياء والجيم أي أظهره فيكون غلظة الأحنف على القائل الثاني.