قال: قال الحرث بن المغيرة النضري لأبي عبد الله عليه السلام إن أبا معقل المزني حدثني عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه صلى بالناس المغرب فقنت في الركعة الثانية ولعن معاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى الأشعري وأبا الأعور السلمي قال الشيخ عليه السلام صدق فالعنهم.
483 - نهج البلاغة: ومن كلام له عليه السلام: والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة والله ما استغفل بالمكيدة ولا استغمز بالشديدة.
بيان: قوله: " بأدهى مني " الدهاء بالفتح: الفطنة وجودة الرأي ويقال:
رجل داهية وهو الذي لم يغلب عليه أحد في تدابير أمور الدنيا.
وقال ابن أبي الحديد: الغدرة بضم الفاء وفتح العين: الكثير الغدر والكفرة والفجرة: الكثير الكفر والفجور وكل ما كان على هذا البناء فهو الفاعل فإن سكنت العين فهو المفعول تقول رجل ضحكة أي يضحك وضحكة أي يضحك منه. ويروى غدرة وفجرة وكفرة على فعلة للمرة الواحدة.
وقال ابن ميثم قال بعض الشارحين: وجه لزوم الكفر هاهنا أن الغدر على وجه استباحة ذلك واستحلاله كما هو المشهور من حال ابن العاص ومعاوية في استباحة ما علم تحريمه ضرورة وجحده هو الكفر. ويحتمل أن يريد كفر نعم الله وسترها بإظهار معصيته كما هو المفهوم منه لغة.
أقول: اطلاق الكفر على ارتكاب الكبائر واجتناب الفرائض شائع في الاخبار.
قوله عليه السلام: " ما استغفل " أي لا يمكن للخصم أن يجعلني غافلا بكيده بل