بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٩٦
يعني بغير نسب، ورده الطحاوي عليه، وقال بعضهم: إن في رهط هرقل فرقة تعرف بألاروسية، فجاء على النسب إليهم، وقيل: إنهم أتباع عبد الله بن أريس:
رجل كان في الزمن الأول قتلوا نبيا بعث الله إليهم، وقيل: الاريسون: الملوك واحدهم أريس، وقيل: هم العشارون انتهى (1).
قوله: ثفروقا، أي شيئا، قال الفيروزآبادي: الثفروق بالضم: قمع التمرة، أو ما يلتزق به قمعها، وماله ثفروق، أي شئ.
أقول: ثم قال الكازروني: وفي هذه السنة جاءت خولة بنت ثعلبة، وكان زوجها أوس بن الصامت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه ظاهر منها.
أقول: سيأتي شرح القصة في باب ما جرى بينه صلى الله عليه وآله وبين أصحابه.
ثم قال: وفيها ماتت أم رومان أم عائشة، وفيها أسلم أبو هريرة (2).
9 - وقال ابن الأثير: وأرسل العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن شادي (3) أخي عبد القيس، وقيل: إن إرساله كان سنة ثمان، فلما أتاه العلآه (4) يدعوه

(١) أوردنا قبلا كلام النهاية وما يناسب تلك اللفظة.
(2) المنتقى في مولد المصطفى: الباب السادس فيما كان سنة ست من الهجرة.
(3) هكذا في النسخ، وفى المصدر: ساوى. وهو الصحيح.
(4) نقل عن كتاب اعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين شمس الدين بن طولون الدمشقي كتابه صلى الله عليه وآله إلى المنذر، وهو هكذا: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى سلام عليك، فانى احمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، واشهد ان لا إله إلا هو، اما بعد فانى أدعوك إلى الاسلام فاسلم تسلم، وأسلم يجعل لك الله ما تحت يديك، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر. محمد رسول الله وقال الحلبي في سيرته:
فلما وصل الكتاب إلى المنذر فقرأه قال العلاء بن الحضرمي رسول رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا منذر انك عظيم العقل في الدنيا فلا تقصرن عن الآخرة، ان هذه المجوسية شر دين ينكح فيها ما يستحيى من نكاحه، ويأكلون ما يتكره من اكله، وتعبدون في الدنيا نارا تأكلكم يوم القيامة، ولست بعديم العقل ولا رأى، فانظر هل ينبغي لمن لا يكذب في الدنيا أن لا نصدقه، و لمن لا يخون ان لا نأتمنه، ولمن لا يخلف ان لا نثق به، فإن كان هذا هكذا فهذا هو النبي الأمي الذي والله لا يستطيع ذو عقل ان يقول: ليت ما امر به نهى عنه، أو ما نهى عنه امر به، فقال المنذر: قد نظرت في هذا الذي في يدي فوجدته للدنيا دون الآخرة، ونظرت في دينكم فرأيته للآخرة والدنيا، فما يمنعني من قبول دين فيه أمنية الحياة وراحة الموت، ولقد عجبت أمس ممن يقبله، وعجبت اليوم ممن يرده، وان من اعظام من جاء به ان يعظم رسوله، فأسلم وكتب إلى النبي صلى الله عليه وآله: " اما بعد يا رسول الله فانى قرأت كتابك على أهل البحرين فمنهم من أحب الاسلام وأعجبه، ودخل فيه ومنهم من كرهه فلم يدخل فيه، وبارضى يهود و مجوس، فأحدث إلى امرك في ذلك انتهى.
أقول: في كتابه صلى الله عليه وآله ذلك ما يخالف سائر كتبه، لأنه صلى الله عليه وآله ما كان يسلم سلام الاسلام غير المسلمين، كما أن كتاب المنذر لا يبعد ان لا يكون جوابا لهذا الكتاب، ولعل كان بينهما مكاتبات وكان كتابه صلى الله عليه وآله ذلك بعد ما استشعر منه الاسلام، وجواب المنذر ذلك كان بعد ما أسلم، وورده كتاب منه صلى الله عليه وآله في عرض الاسلام على رعيته، فكتب بذلك في الجواب.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 » »»
الفهرست