بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٠٠
واقبل الميسور منها، وقيل: هو العفو في قبول العذر من المعتذر، وترك المؤاخذة بالإساءة " وأمر بالعرف " يعني بالمعروف، وهو كل ما حسن في العقل فعله أو الشرع " وأعرض عن الجاهلين " أي أعرض عنهم عند قيام الحجة عليهم، والإياس من قبولهم، ولا تقابلهم بالسفه صيانة لقدرك (1).
وفي قوله تعالى: " ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن " أي يستمع إلى ما يقال له ويصغي إليه ويقبله " قل اذن خير لكم " أي يستمع إلى ما هو خير لكم وهو الوحي (2)، أو هو يسمع الخير ويعمل به ومنهم من قرأ: " اذن خير لكم " بالرفع والتنوين فيهما، فالمعنى أن كونه اذنا أصلح لكم، لأنه يقبل عذركم، ويستمع إليكم، ولو لم يقبل عذركم لكان شرا لكم، فكيف تعيبونه بما هو أصلح لكم؟ " يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين " أي لا يضره كونه اذنا فإنه اذن خير فلا يقبل إلا الخير الصادق من الله، و يصدق المؤمنين أيضا فيما يخبرونه، ويقبل منهم، دون المنافقين، وقيل: " يؤمن للمؤمنين " أي يؤمنهم فيما يلقي إليهم من الأمان " ورحمة للذين آمنوا منكم " أي وهو رحمة لهم لأنهم إنما نالوا الايمان بهدايته ودعائه إياهم (3).
وفي قوله تعالى: " واصبر ": أي فيما تبلغه من الرسالة، وفيما تلقاه من الأذى " وما صبرك إلا بالله " أي بتوفيقه وتيسيره وترغيبه فيه " ولا تحزن عليهم " أي على المشركين في إعراضهم عنك، فإنه يكون الظفر والنصرة لك عليهم، ولا عتب عليك في إعراضهم " ولا تك في ضيق مما يمكرون " أي لا يكن صدرك في ضيق من مكرهم بك وبأصحابك، فإن الله يرد كيدهم في نحورهم (4).
وفي قوله: " فعلك باخع نفسك على آثارهم " أي مهلك وقاتل نفسك على آثار قومك الذين قالوا: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا، تمردا منهم على ربهم

(1) مجمع البيان 4: 512.
(2) في المصدر: أي هو اذن خير يستمع إلى ما هو خير لكم وهو الوحي.
(3) مجمع البيان 5: 44 و 45.
(4) مجمع البيان 6: 393.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402