المدثر " 74 ": يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر. 1 - 7 الدهر " 76 ": إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا * فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا * واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا * ومن الليل فاسجد له و سبحه ليلا طويلا. 23 - 26 تفسير: قال الطبرسي رحمه الله: " فبما رحمة " ما زائدة " من الله لنت لهم " أي أن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين " ولو كنت فظا " أي جافيا سئ الخلق " غليظ القلب " أي قاسي الفؤاد، غير ذي رحمة " لانفضوا من حولك " لتفرق أصحابك عنك، " فاعف عنهم " ما بينك وبينهم " واستغفر لهم " ما بينهم وبيني (1) " وشاورهم في الامر " أي استخراج آرائهم، واعلم ما عندهم، واختلف في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي على أقوال:
أحدها: أن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم، والتألف لهم، والرفع من أقدارهم.
وثانيها: أن ذلك ليقتدي به أمته في المشاورة، ولا يرونها نقيصة، كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم (2).
وثالثها: أن ذلك لامرين: لاجلال أصحابه، وليقتدي أمته به في ذلك.
ورابعها: أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة، ليتميز الناصح من الغاش.
وخامسها: أن ذلك في أمور الدنيا، ومكائد الحرب، ولقاء العدو، وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم " فإذا عزمت " أي فإذا عقدت قلبك على الفعل وإمضائه، ورووا عن جعفر بن محمد، وعن جابر بن يزيد " فإذا عزمت " بالضم، فالمعنى إذا عزمت لك و وفقتك وأرشدتك " فتوكل على الله " أي فاعتمد على الله، وثق به، وفوض أمرك إليه، وفي هذه الآية دلالة على تخصيص (3) نبينا صلى الله عليه وآله بمكارم الأخلاق، ومحاسن الافعال،