بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢١٢
مع أن الملوك المتقدمة لم يضبط أحوالهم بحيث لا يشذ عنهم أحد، وأيضا الظاهر من كلام أهل الكتاب الذين عليهم يعولون في التواريخ عدم الاتحاد، ثم الظاهر مما ذكرنا من الاخبار وغيرهما مما أورده الكليني وغيره أنه لم يكن نبيا (1) ولكنه كان عبدا صالحا مؤيدا من عنده تعالى.
وأما يأجوج ومأجوج فقد ذكر الشيخ الطبرسي أن فسادهم أنهم كانوا يخرجون فيقتلونهم ويأكلون لحومهم ودوابهم; وقيل: كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يدعون شيئا أخضر إلا أكلوه، ولا يابسا إلا احتملوه، عن الكلبي; وقيل: أرادوا أنهم سيفسدون في المستقبل عند خروجهم; وورد في الخبر عن حذيفة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن يأجوج ومأجوج فقال: يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة أمة، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كل قد حمل السلاح; قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم ثلاثة أصناف: صنف منهم أمثال الأرز، قلت: يا رسول الله وما الأرز؟ قال: شجر بالشام طويل، وصنف منهم طولهم وعرضهم سواء، وهؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد، وصنف منهم يفترش أحدهم إحدى اذنيه ويلتحف بالأخرى ولا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية. (2) قال وهب ومقاتل: إنهم من ولد يافث بن نوح أبي الترك; وقال السدي: الترك سرية من يأجوج ومأجوج خرجت تغير (3) فجاء ذو القرنين فضرب السد فبقيت خارجه. وقال قتادة: إن ذا القرنين بنى السد على إحدى وعشرين قبيلة، وبقيت منهم قبيلة دون السد فهم الترك; وقال كعب. هم نادرة من ولد آدم، وذلك أن آدم احتلم ذات يوم وامتزجت نطفته بالتراب فخلق الله من ذلك الماء والتراب يأجوج و مأجوج فهم متصلون بنا من جهة الأب دون الام; وهذا بعيد انتهى. (4)

(1) واما ما تقدم في الخبر 16 من أنه أوحى إليه فقد عرفت أن الخبر وارد من غير طرقنا مع أنه يمكن توجيهه.
(2) الخبر مروى عن العامة راجع.
(3) أي تهجم وتوقع بغيرهم.
(4) مجمع البيان 6: 494. م
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست