يقرع، فمن أصابته القرعة فهو الحر، ويعتق هذا فيجعل مولى له. (1) 8 - الاختصاص: محمد بن عبيد، عن حماد، عن محمد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: إني رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ادع، فلما جاءه قال: يا بني إن أبا حنيفة يذكر أنك تصلي والناس يمرون بين يديك فلا تنهاهم، قال: نعم يا أبه، إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إلي منهم، يقول الله تعالى: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) قال:
فضمه أبو عبد الله (عليه السلام) إلى نفسه وقال: بأبى أنت وأمي يا مودع الاسرار.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا حنيفة القتل عندكم أشد أم الزنا؟ فقال: بل القتل قال: فكيف أمر الله تعالى في القتل بالشاهدين وفي الزنا بأربعة؟ كيف يدرك هذا بالقياس؟ يا أبا حنيفة ترك الصلاة أشد أم ترك الصيام؟ فقال: بل ترك الصلاة، قال:
فكيف تقضي المرأة صيامها ولا تقضي صلاتها؟ كيف يدرك هذا بالقياس؟ ويحك يا أبا حنيفة النساء أضعف عن المكاسب أم الرجال؟ فقال: بل النساء، قال: فكيف جعل الله تعالى للمرأة سهما وللرجل سهمين؟ كيف يدرك هذا بالقياس؟ يا أبا حنيفة الغائط أقذر أم المني؟ قال: بل الغائط، قال: فكيف يستنجى من الغائط ويغتسل من المني؟
كيف يدرك هذا بالقياس؟ تقول: سأنزل مثل ما أنزل الله؟ قال: أعوذ بالله أن أقوله.
قال: بلى تقوله أنت وأصحابك من حيث لا تعلمون.
قال أبو حنيفة: جعلت فداك حدثني بحديث أرويه عنك، قال: حدثني أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن جده الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله أخذ ميثاق أهل البيت (2) من أعلى عليين، وأخذ طينة شيعتنا منه، ولو جهد أهل السماء وأهل الأرض أن يغيروا من ذلك شيئا ما استطاعوه. قال: فبكى أبو حنيفة بكاء شديدا وبكى أصحابه ثم خرج وخرجوا. (3)