البينة رجما، وإن كانت المرأة حبلى انتظر بها حتى تضع ما في بطنها، فأمر رسول الله باليهوديين فرجما، فغضب اليهود لذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية. (1) وفي قوله: " إن مثل عيسى عند الله " قيل نزلت في وفد نجران: العاقب والسيد ومن معهما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: هل رأيت ولدا من غير ذكر؟ فنزلت " إن مثل عيسى " الآيات فقرأها عليهم، عن ابن عباس وقتادة والحسن. (2) وفي قوله تعالى: " قل يا أهل الكتاب تعالوا " نزلت في نصارى نجران، وقيل:
في يهود المدينة، وقد رواه أصحابنا أيضا، وقيل: في الفريقين من أهل الكتاب. (3) وفي قوله: " ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله " أي لا يتخذ بعضنا عيسى ربا، أو لا يتخذ الأحبار أربابا بأن يطيعوهم طاعة الأرباب، وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ما عبدوهم من دون الله، ولكن حرموا لهم حلالا، وأحلوا لهم حراما، فكان ذلك اتخاذهم أربابا من دون الله. (4) وفي قوله: " يا أهل الكتاب لم تحاجون " قال ابن عباس وغيره: إن أحبار اليهود ونصارى نجران اجتمعوا عند رسول الله فتنازعوا في إبراهيم فقالت اليهود: ما كان إبراهيم إلا يهوديا، وقالت النصارى: ما كان إلا نصرانيا، فنزلت. (5) وفي قوله: " وقالت طائفة " قال الحسن والسدي: تواطأ أحد عشر رجلا (6) من أحبار يهود خيبر وقرى عرنية وقال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد، واكفروا به آخر النهار، وقولوا: إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمدا ليس بذلك وظهر لنا كذبه وبطلان دينه، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم وقالوا: إنهم أهل الكتاب وهم أعلم به منا فيرجعون عن دينه إلى دينكم، وقال مجاهد ومقاتل والكلبي: كان هذا في شأن القبلة لما حولت إلى الكعبة