بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢٢
كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " إلى قوله ": وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون " إلى قوله تعالى ": قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين 20 - 38.
التوبة " 9 " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون * اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون * يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون * يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار (1) والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " إلى قوله ":
إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله وزين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدى القوم الكافرين 30 - 37.
" وقال تعالى ": وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم (2) وماتوا وهم كافرون * أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون * وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يريكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون 123 - 127.

(1) الأحبار جمع الحبر: العالم والفقيه، والحبر: الأثر المستحسن، سمى العالم بذلك لما يبقى من أثر علومهم في نفوس الناس ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها، والحبر الأعظم عند النصارى: خلف السيد المسيح على الأرض. وعند اليهود: رئيس الكهنة.
(2) قال السيد الرضى: هذه استعارة ظاهرة، وذلك أن السورة لا تزيد الأرجاس رجسا ولا القلوب مرضا بل هي شفاء للصدور وجلاء للقلوب، ولكن المنافقين لما ازدادوا عند نزولها عمى وعمها وازدادت قلوبهم ارتيابا ومرضا حسن أن يضاف ذلك إلى السورة على طريقة لأهل اللسان معروفة.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست