بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢١
ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون * إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين * ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون * إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين * والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتريهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون * خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ (1) فاستعذ بالله إنه سميع عليم * " إلى قوله تعالى ":
وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر من ربكم (2) وهدى ورحمة لقوم يؤمنون 184 - 203.
الأنفال " 8 " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون * ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون * يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه (3) وأنه إليه تحشرون * " إلى قوله تعالى ": وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين * وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وما

(1) أي إن نالك من الشيطان وسوسة ونخسة في القلب بما يسول للانسان ليصرفك عما أمرت به فاستعذ بالله.
(2) أي حجج بينة من ربكم.
(3) قال الرضى رضوان الله تعالى عليه: هذه استعارة والمعنى أن الله تعالى أقرب إلى العبد من قلبه فكأنه حائل بينه وبينه من هذا الوجه، أو يكون المعنى انه تعالى قادر على تبديل قلب المرء من حال إلى حال، إذ كان سبحانه موصوفا بأنه مقلب القلوب، والمعنى أنه ينقلها من حال الامن إلى حال الخوف، ومن حال الخوف إلى حال الامن، ومن حال المساءة إلى حال السرور، ومن حال المحبوب إلى حال المكروه.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست