بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ١٤٣
وفي قوله: " في عزة " أي استكبار عن الحق " وشقاق " خلاف لله ولرسوله " فنادوا " استغاثة أو توبة واستغفارا " ولات حين مناص " أي ليس الحين حين مناص و (لا) هي المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد، وقيل: هي النافية للجنس أي ولا حين مناص لهم، وقيل: للفعل والنصب بإضماره أي ولا أرى حين مناص. (1) وقال الطبرسي رحمه الله: قال المفسرون: إن أشراف قريش وهم خمسة و عشرون. منهم: الوليد بن المغيرة وهو أكبرهم وأبو جهل وأبي وأمية - ابنا خلف - وعتبة وشيبة - ابنا ربيعة - والنضر بن الحارث أتوا أبا طالب وقالوا: أنت شيخنا وكبيرنا وقد أتيناك تقضي بيننا وبين ابن أخيك، فإنه سفه أحلامنا، وشتم آلهتنا، فدعا أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا بن أخي هؤلاء قومك يسألونك، فقال: ماذا يسألونني؟ قالوا:
دعنا وآلهتنا ندعك وإلهك، فقال صلى الله عليه وآله: أتعطونني كلمة واحدة تملكون بها العرب والعجم؟ فقال له أبو جهل: لله أبوك نعطيك ذلك وعشر أمثالها، فقال: قولوا: لا إله إلا الله، فقاموا وقالوا: " أجعل الآلهة إلها واحدا " فنزلت هذه الآيات.
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله استعبر (2) ثم قال: يا عم والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا القول حتى أنفذه أو اقتل دونه، فقال له أبو طالب: امض لأمرك فوالله لا أخذلك أبدا. (3) وقال البيضاوي: " وانطلق الملا منهم " أي وانطلق أشراف قريش من مجلس أبي طالب بعد ما بكتهم (4) رسول الله صلى الله عليه وآله " أن امشوا واصبروا " واثبتوا (5) " على آلهتكم " على عبادتها " إن هذا لشئ يراد " إن هذا الامر لشئ من ريب الزمان يراد بنا فلا مرد له، أو إن هذا الرأي الذي يدعيه من التوحيد أو يقصده من الرياسة والترفع على العرب والعجم لشئ يتمنى أو يريده كل أحد، أو إن دينكم يطلب ليؤخذ منكم

(1) أنوار التنزيل 2: 237.
(2) أي جرت عبرته، والعبرة: الدمعة.
(3) مجمع البيان 8: 465.
(4) أي غلبهم بالحجة.
(5) في المصدر هكذا: " أن امشوا " قائلين بعضهم لبعض: امشوا " واصبروا " واثبتوا.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست