بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢ - الصفحة ٢٧
فكبكبوا فيها. أقول: ذكر أكثر المفسرين أن ضمير " هم " راجع إلى الآلهة، ولا يخفى أن ما ذكره عليه السلام أظهر. والعدل: كل أمر حق يوافق العدل والحكمة من الطاعات والأخلاق الحسنة والعقائد الحقة.
5 - تفسير علي بن إبراهيم: أبي، عن الاصفهاني، عن المنقري، عن حفص، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ما أنزلت (1) الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها، يا حفص إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد (عليه) عاملون، وإلى ما هم صائرون، فخلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت. ثم تلا قوله تعالى: تلك الدار الآخرة. الآية. وجعل يبكي ويقول: ذهبت والله الأماني عند هذه الآية، ثم قال: فاز والله الأبرار، تدري من هم؟ (هم) الذين لا يؤذون الذر كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا، يا حفص إنه يغفر الجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد، ومن تعلم وعمل وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل: تعلم لله، وعمل لله، وعلم لله. قلت: جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال:
فقد حد الله في كتابه فقال عز وجل: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم. إن أعلم الناس بالله أخوفهم لله، وأخوفهم له أعلمهم به، وأعلمهم به أزهد هم فيها. فقال له رجل:
يا بن رسول الله أوصني، فقال: اتق الله حيث كنت فإنك لا تستوحش.
بيان: ما أنزلت الدنيا من نفسي لفظة من إما بمعنى في أو للتبعيض أي من منازل نفسي، كأن للنفس مواطن ومنازل للأشياء تنزل فيها على حسب درجاتها ومنازلها عند الشخص. قوله عليه السلام: ذهبت والله الأماني أي ما يرجوه الناس ويحكمونه ويتمنونه على الله بلا عمل، إذ الآية تدل على أن الدار الآخرة ليست إلا لمن لا يريد شيئا من العلو في الأرض والفساد، وكل ظلم علو، وكل فسق فساد. والذر: النمل الصغار، والمراد عدم إيذاء أحد من الناس، أو ترك إيذاء جميع المخلوقات حتى الذر، ولا ينافي ما ورد في بعض الأخبار من جواز قتل النمل وغيرها، إذ الجواز لا ينافي الكراهة، مع أنه يمكن حملها على ما إذا كانت مؤذية. قوله: لكيلا تأسوا أي لكيلا تحزنوا. قوله: فإنك لا تستوحش أي بل يكون الله تعالى أنيسك في كل حال.

(1) وفى النسخة المطبوع من التفسير: ما منزلة الدنيا.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 8 ثواب الهداية والتعليم وفضلهما وفضل العلماء، وذم إضلال الناس، وفيه 92 حديثا. 1
3 باب 9 استعمال العلم والإخلاص في طلبه، وتشديد الأمر على العالم، وفيه 71 حديثا. 26
4 باب 10 حق العالم، وفيه 20 حديثا. 40
5 باب 11 صفات العلماء وأصنافهم، وفيه 42 حديثا. 45
6 باب 12 آداب التعليم، وفيه 15 حديثا. 59
7 باب 13 النهي عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غير أهله، وفيه 84 حديثا. 64
8 باب 14 من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز، وذم التقليد والنهي عن متابعة غير المعصوم في كل ما يقول، ووجوب التمسك بعروة اتباعهم عليهم السلام، وجواز الرجوع إلى رواة الأخبار والفقهاء والصالحين، وفيه 68 حديثا. 81
9 باب 15 ذم علماء السوء ولزوم التحرز عنهم، وفيه 25 حديثا. 105
10 باب 16 النهي عن القول بغير علم، والإفتاء بالرأي، وبيان شرائطه، وفيه 50 حديثا 111
11 باب 17 ما جاء في تجويز المجادلة والمخاصمة في الدين والنهي عن المراء، وفيه 61 حديثا. 124
12 باب 18 ذم إنكار الحق والإعراض عنه والطعن على أهله، وفيه 9 حديثا. 140
13 باب 19 فصل كتابة الحديث وروايته، وفيه 47 حديثا. 144
14 باب 20 من حفظ أربعين حديثا، وفيه 10 أحاديث. 153
15 باب 21 آداب الرواية، وفيه 25 حديثا. 158
16 باب 22 ان لكل شيء حدا، وأنه ليس شيء إلا ورد فيه كتاب أو سنة، وعلم ذلك كله عند الإمام، وفيه 13 حديثا. 168
17 باب 23 أنهم عليهم السلام عندهم مواد العلم وأصوله، ولا يقولون شيئا برأي ولا قياس بل ورثوا جميع العلوم عن النبي صلى الله عليه وآله وأنهم أمناء الله على أسراره، وفيه 28 حديثا. 172
18 باب 24 ان كل علم حق هو في أيدي الناس فمن أهل البيت عليهم السلام وصل إليهم، وفيه 2 حديثان. 179
19 باب 25 تمام الحجة وظهور المحجة، وفيه 4 أحاديث. 179
20 باب 26 أن حديثهم عليهم السلام صعب مستصعب، وان كلامهم ذو وجوه كثيرة، وفضل التدبر في أخبارهم عليهم السلام، والتسليم لهم، والنهي عن رد أخبارهم، وفيه 116 حديثا. 182
21 باب 27 العلة التي من أجلها كتم الأئمة عليهم السلام بعض العلوم والأحكام، وفيه 7 أحاديث. 212
22 باب 28 ما ترويه العامة من أخبار الرسول صلى الله عليه وآله، وان الصحيح من ذلك عندهم عليهم السلام، والنهي عن الرجوع إلى أخبار المخالفين، وفيه ذكر الكذابين، وفيه 14 حديثا 214
23 باب 29 علل اختلاف الأخبار وكيفية الجمع بينها والعمل بها ووجوه الاستنباط، وبيان أنواع ما يجوز الاستدلال به، وفيه 72 حديثا. 219
24 باب 30 من بلغه ثواب من الله على عمل فأتى به، وفيه 4 أحاديث. 256
25 باب 31 التوقف عند الشبهات والاحتياط في الدين، وفيه 17 حديثا. 258
26 باب 32 البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة وفيه ذكر أهل الحق وكثرة أهل الباطل، وفيه 28 حديثا. 261
27 باب 33 ما يمكن أن يستنبط من الآيات والأخبار من متفرقات مسائل أصول الفقه، وفيه 62 حديثا. 268
28 باب 34 البدع والرأي والمقائيس، وفيه 84 حديثا. 283
29 باب 35 غرائب العلوم من تفسير أبجد وحروف المعجم وتفسير الناقوس وغيرها وفيه 6 أحاديث. 316