وقال له نبي (١) الله صلى الله عليه وآله حين قضى بينه وبين أخيه جعفر بن أبي طالب (٢) عليه السلام ومولاه زيد بن حارثة (٣) في ابنة حمزة: اما أنت يا علي فمني وانا منك، وأنت ولى كل مؤمن من بعدي، فصدق أبى رسول الله عليه وآله في كل موطن يقدمه، ولكل شديدة يرسله، ثقة منه به وطمأنينة إليه، لعلمه بنصيحته لله ورسوله، وانه أقرب المقربين من الله ورسوله وقد قال الله عز وجل: ﴿والسابقون السابقون أولئك المقربون﴾ (٤) وكان أبى سابق السابقين إلى الله عز وجل والى رسوله صلى الله عليه وآله، وأقرب الأقربين، فقد قال الله تعالى: ﴿لا يستوى منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة﴾ (٥).
فأبى كان أولهم اسلاما وايمانا، وأولهم إلى الله ورسوله هجرة ولحوقا، وأولهم على وجده (٦) ووسعه نفقة، قال سبحانه: ﴿والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم﴾ (7).
فالناس من جميع الأمم، يستغفرون له، سبقه إياهم إلى الايمان بنبيه صلى الله عليه وآله، وذلك أنه لم يسبقه إلى الايمان به أحد، وقد قال الله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم،