طالب ما منعك حين بويع (١) أخو بني تيم بن مرة، وأخو عدى، وأخو بنى أمية بعد هما ان تقاتل وتضرب بسيفك؟ فإنك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراف الا قلت فيها (٢): والله انى أولى الناس بالناس، وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، فما منعك ان تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ قال (٣) قد قلت فاستمع الجواب، ولم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهة للقاء ربى وان لا أكون اعلم بان ما عند الله خير لي من الدنيا بما فيها، ولكني منعني من ذلك امر رسول الله صلى الله عليه وآله وعهده إلى، اخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بما الأمة صانعة بعده فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم، ولا أشد يقينا بما عاينت وشاهدت، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فما تعهد إلى إذا كان ذلك؟ قال: ان وجدت أعوانا فانبذ إليهم، وجاهدهم، وان لم تجد أعوانا، فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة كتاب الله وسنتي أعوانا.
واخبرني: ان الأمة ستخذلني وتبايع غيري، وتتبع غيري، واخبرني صلى الله عليه وآله: انى منه بمنزلة هارون من موسى، وان الأمة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه ومنزلة العجل ومن تبعه. إذ قال له موسى: ﴿يا هارون ما منعك إذ رايتهم ضلوا الا تتبعن أفعصيت امرى﴾ (٤) قال ﴿يا ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني﴾ (٥) وقال ﴿يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي انى خشيت ان تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي﴾ (6) وإنما يعنى ان موسى امر هارون حين استخلفه عليهم ان ضلوا ثم